الرباط محمد أحداد دقت جمعيات حقوقية، في مقدمتها منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، ناقوس الخطر إزاء قضية قطع أشجار الأرز في منطقة تملوكيت بكتامة التابعة لإقليمالحسيمة. وأكد العديد من سكان المنطقة، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، أن قطع أشجار الأرز «بات أمرا خطيرا يحدق بسلامة المواطنين بعد حدوث انجرافات للتربة بالمنطقة» مبرزين أن «الأمر يتعلق بمافيا حقيقية محمية من لدن بعض رجال السلطة هي من تقف وراء هذا النزيف الذي يهدد حياة المواطنين، بل ويشكل خطرا داهما على التوازنات البيئية بكتامة»، معتبرين أن صمت «السلطات المريب ينم عن تواطؤ مفضوح مع المجرمين». في السياق ذاته، هاجم منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان قائد المنطقة في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه ما أسماه ب«تهرب قائد كتامة المكلف بمهام رئيس دائرة كتامة، من مسؤوليته في التعاطي مع شكايات السكان، وتماطله في حماية المجال الغابوي بمنطقة تملوكيت»، مستغربا في البيان ذاته «صمت السلطات المسؤولة محليا، إقليميا، ووطنيا، عن الجرائم المرتكبة بغابة تملوكيت، رغم الشكايات المتعددة التي باشرها السكان». واستنكر نفس البيان ما أسماه «استغلال السلطات بكتامة موضوع زراعة القنب الهندي، كمبرر لترهيب السكان وثنيهم عن الدفاع عن حقوقهم، والتهرب من المسؤولية في حماية الملك الغابوي». واستطرد بيان المنتدى أن «ما أفاد به سكان الدوار خلال الاجتماع بهم، وما عاينته اللجنة البيئية التابعة للمنتدى، في زيارة قامت بها مؤخرا، من وجود مختلف أنواع قطع للأشجار، وتخريب للغطاء الغابوي بجبل تملوكيت، وهو ما يؤشر على تدهور خطير للبيئة بالمنطقة، وبعد مناقشة مستفيضة، والإحاطة بالموضوع من كل جوانبه، اتضح للجميع أن التخريب، وقطع أشجار الأرز بغابة جبل تملوكيت، يعتبر عملا إجراميا يتم أمام الملأ، بمن فيهم ممثلو السلطات المحلية والإقليمية، ورغم العديد من المراسلات والشكايات التي تقدم بها سكان تملوكيت مذيلة بعريضة تحمل أزيد من 250 توقيعا، للجهات المعنية، بمن فيها، الوزير الأول، والمندوب السامي للمياه والغابات، ووالي جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف، عامل إقليمالحسيمة، ووزير الداخلية، فإنها لم تجد الآذان الصاغية»، مؤكدا أن «جريمة تخريب المجال الغابوي ظلت مستمرة، وهو ما تسبب في تعرية مسترسلة لجبل تملوكيت، نتج عنها انهيار للتربة ووفاة فتاة تبلغ من العمر 11 سنة خلال الصيف الماضي، كما أكد الاجتماع على أن استمرار نفس الجرائم يؤدي لانجرافات مكثفة في التربة تهدد مستقبل كامل ساكنة الدوار». وفي ما رفض بعض المسؤولين الإقليميين الحديث عن الموضوع بدعوى وجود «بحث يجرى حول الموضوع»، قال مصدر مسؤول رفض الكشف عن هويته إن مندوبية المياه والغابات أمرت بفتح تحقيق في الموضوع ومتابعة المتورطين في قطع أشجار الأرز في المنطقة.