اختتمت أمس الثلاثاء المناورات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الملكية والقوات البريطانية وقوات جبل طارق، التابع للتاج البريطاني، والتي أجريت تحت اسم «جبل الصحراء»، على بعد عشرة كيلومترات من مراكش. وشارك في تلك المناورات حوالي 400 جندي من الأطراف الثلاثة، حسب وزارة الدفاع البريطانية، وذلك في إطار برنامج تدريب يهم تحضير العمليات الخاصة، وإعداد القوات البريطانية للالتحاق بالعراق وأفغانستان. وقد أجريت تلك المناورات العسكرية، التي هي آخر مناورات تجريها القوات البريطانية قبل التوجه مباشرة إلى العراق وأفغانستان، على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى، التي شاركت فيها وحدتان عسكريتان مغربيتان، كانت تهم سيناريو البحث عن تسعة رهائن مفترضين خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، مع احتمالات الدخول في مواجهة عسكرية لإطلاق سراحهم. والمرحلة الثانية التي شاركت فيها وحدات عسكرية تتشكل كل واحدة من 25 جنديا، وكانت تحت اسم «الصقر التائه»، تضمنت سيناريو تقوم خلاله وحدة عسكرية برحلة طويلة على متن مصفحات عسكرية في الصحراء دون وجود أي دليل يمكنهم من العودة إلى نقطة الانطلاق، وعليهم أن يعودوا إلى مكانهم خلال أربعة أيام، أما المرحلة الثالثة من المناورات فشاركت فيها وحدات كل منها تضم عشرة أفراد، في سيناريو افتراضي تقوم خلاله تلك الوحدات بجولة على الأقدام على مسافة 55 كيلومترا في ثلاثة أيام، وتتحدد مهمتها في تقديم الخدمات لأسرى الحرب. وتعد هذه التدريبات امتدادا لبرنامج سنوي للتداريب العسكرية يحمل اسم «جبل الصحراء» تم إعطاء انطلاقته منذ سنة 2000، وذكر قائد العمليات ديف موريس أنه تم اختيار مرتفعات الأطلس الكبير بنواحي مراكش للقيام بتلك المناورات، نظرا لطبيعة تضاريس المنطقة الجبلية والصحراوية في نفس الوقت، ولقساوة الظروف المناخية بها إلى درجة تجعلها شبيهة إلى حد كبير بما يمكن أن يصادفه الجنود البريطانيون في أفغانستان والعراق.