للسنة العاشرة على التوالي، يحل الفوج الملكي لجبل طارق، التابع للقوات الملكية البريطانية، بالمغرب لإجراء مناورات عسكرية في إطار ما يسمى بعمليات «جبل الصحراء». وإلى جانب 180 فردا من الفوج، التحق بالمغرب 205 من قوات الطيرات البريطاني، لينضم إليهم 115 فردا من اللواء الثاني من المشاة المظليين التابعين للقوات المسلحة الملكية المغربية. وكان الجميع على موعد اللقاء بداية من الأسبوع الماضي بمعسكر «رام رام»، بشمال مراكش الذي حلت به أيضا العشرات من العربات العسكرية وثماني طائرات هيلكوبتر وخمس طائرات من نوع «تشينوك» من أجل نقل الجنود والعتاد على امتداد المناطق الشاسعة التي وفرها المغرب لإجراء المناورات، والتي تمتد من منطقة المعسكر إلى أعماق جبال الأطلس الكبير. ويسعى المسؤولون العسكريون البريطانيون إلى تطوير القدرات القتالية للأفراد المشاركين في المناورة، والاستفادة من الطبيعة التضاريسية والمناخية للمنطقة، سيما أنها تشبه إلى حد بعيد ظروف الخدمة في أفغانستان والعراق. كما أن أفراد الجيش المغربي سيستفيدون من الخبرات العسكرية للقوات البريطانية خاصة في ما يتعلق بدقة التصويب أو القنص. وتم انتقاء فريق يتألف من حوالي 35 فردا، ثلثاه من الجيش البريطاني والثلث المتبقي من الجيش المغربي، من أجل الإعداد لأصعب اختبار تجتازه القوات البريطانية المشاركة في المناورات. كما أن نجاح المناورات على امتداد السنوات التسع الأخيرة، جعل كبار المسؤولين العسكريين البريطانيين يولون اهتماما كبيرا بموعد هذه السنة، حيث زار كل من مارشال القوات الجوية البريطانية وقائد العمليات المشتركة، سير ستيوارت بيتش، وقائد القوات الجوية البريطانية بجبل طارق، الكومودور أدريان بيل، وقائد المشاة، ريتشارد دينس، المعسكر الذي احتضن المناورات. ومن جهة أخرى، تميزت بداية هذه المناورات بتوشيح الملك محمد السادس الليوتنون كولونيل، جون بيريز، بوسام الاستحقاق العسكري، حيث سلمه الجنرال أحمد النجاري الوسام باسم جلالة الملك. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يحصل في عسكري غير مغربي على وسام من تلك الدرجة، نظرا للمجهودات التي بذلها القائد البريطاني لدعم علاقات التعاون بين الجيشين المغربي والبريطاني.