تسببت مجموعة من المواقف التي وصفت بالنارية، التي أعلن عنها بعض أعضاء الشبيبة الاستقلالية خلال الدورة العادية للمجلس الإقليمي التي انعقدت، نهاية الأسبوع المنصرم، بمقر حزب الاستقلال بالقنيطرة، في هز أركان البيت الاستقلالي بالمدينة مجددا، بعد فترة هدوء نسبي لم تدم طويلا. ووجد قياديو الحزب بالقنيطرة أنفسهم في وضع حرج للغاية، وهم يستمعون إلى تدخلات شبيبة الحزب، التي انتقدت بشدة تراجع الحزب على المستوى المحلي، وتدهور أوضاعه التنظيمية بالإقليم، وتحدثت بإسهاب عما أسمته «الإفلاس» التنظيمي الذي يعرفه حزب الاستقلال بالقنيطرة، بعدما كان في وقت سابق القوة السياسية الأولى بالمدينة. ونال عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، الذي حضر هذه الدورة باعتباره منسقا جهويا لحزب الاستقلال بجهة الغرب الشراردة بني احسن، حظه من الانتقادات، حيث اتهمه أحد المتدخلين بفشله في تدبير الشأن التنظيمي للحزب بإقليم القنيطرة، وحمله مسؤولية ما وصل إليه الحزب من جمود تنظيمي انعكس سلبا على نتائج الحزب بالإقليم خلال الاستحقاقات الأخيرة، وخاطبه بالقول «انت باغي تحاسب عباس الفاسي لأنه لم يدبر مرحلة الاستوزار بشكل جيد، واليوم نحن نطالب بمحاسبتك لأنك تسببت في الإفلاس التنظيمي للحزب بالقنيطرة». وشكك المتدخلون في قانونية دورة المجلس الإقليمي، خاصة في ظل غياب أغلبية أعضائه، بينهم كريم آيت أحمد، الكاتب الإقليمي للحزب، وعدم انعقاد أي اجتماع سابق لتهييء جدول أعمال هذه الدورة، وهو ما يفسر، في نظرهم، عدم عرض التقرير الخاص بالوضع التنظيمي الإقليمي، وكذا التقرير المتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالإقليم نفسه. وازداد الوضع احتقانا حينما كشف مجموعة من الشباب عن توفرهم على تسجيل صوتي يشير إلى وجود مؤامرة ضد الاستقلالي خليل يحياوين، رئيس جماعة «مهدية»، من طرف جهات أشار إليها التسجيل بالاسم، والتي عرضت تشكيل مكتب للشبيبة لتضييق الخناق على الرئيس المذكور في الانتخابات القادمة، نشبت بعدها مشادات كلامية حادة بين البقالي وأحد المتدخلين، الذي أصر على إكمال تدخله، وهو ما دفع البقالي إلى مطالبته بمغادرة القاعة بالقول «اخرج عليا»، ليرد عليه الأخير «أنا ماشي في دار..»، فتم رفع الجلسة بعدما أضحت القاعة تعيش على إيقاع الغليان. وللإشارة، فإن حزب الاستقلال بالقنيطرة يعرف من حين لآخر صراعات واختلافات حادة تهدده بالانهيار في كل لحظة، بفعل إصرار من يسميهم البعض بالحرس القديم على التنافس على المناصب ومواقع المسؤوليات والحفاظ على مصالحه انطلاقا من خبرته السياسية الطويلة في هذا المجال، وهو ما يؤجج غضب الإطارات الشابة داخل حزب الاستقلال، التي تأمل في نيل حظها والحصول على فرصة لإثبات جدارتها، وتطمح إلى أن يكون انتخاب أجهزة الحزب في مستوى تطلعاتها وآمالها، حيث أعلنت أكثر من مرة تمسكها بموقفها الرافض لفرض أسماء بعينها، رغم أنها لا تحظى بإجماع القاعدة النضالية.