«الميزانية»، لا شك أن هذه الكلمة حاضرة في جميع البيوت المغربية، وميزانية الأكل تحظى بحصة الأسد، وبقليل من الذكاء يمكن، أولا، تقليل ميزانية الأكل بالاستغناء عن أغذية ندفع ثمنها غاليا، ليس عند البائع، بل في المستشفيات. ثم، ثانيا، تبني نظام غذائي صحي، إذ كما أقول دائما يمكن بأغذية بسيطة أن نكون نظاما جيدا، فالتسوق هو من الأنشطة التي تكاد تكون يومية، خاصة شراء المواد الغذائية، وهذه العملية، بحد ذاتها، التي تتطلب المال الكثير، ليست بالسهلة، إذ تتطلب دهاء وذكاء بالغين من أجل تحضير وجبات غذائية، خاصة أن هذه العملية هي التي تتحكم في النظام الغذائي من طرف الأسرة، فللتسوق قواعد يجب احترامها لتبني نظام غذائي قريب من التوازن، فعند التسوق تذكر أن: تضع قائمة بالمشتريات، إذ يجب ألا تعتمد على ذاكرتك عند ذهابك لشراء الأغذية، بل قم بوضع قائمة بالأغذية التي تحتاج إليها فعلاً، هذه القائمة قد تعدها الزوجة أو الزوجان، حدد في هذه القائمة الأغذية المهمة وتلك الأقل أهمية، فقد يضايقك الوقت نظراً لارتباطك بموعد آخر وهنا يجب أن تشتري الأغذية المهمة أو الأساسية. اختر المتجر النظيف والمرتب: لأن نظافة المحل عامل أساسي لجودة حفظ الطعام، فبعض المحلات لا تتمتع بمستوى النظافة المطلوب، مثل نظافة الأرضية والجدران كما أن ترتيب الأغذية وحفظها في مكانها المناسب أمر في غاية الأهمية ، فبعض المحلات تحفظ الأغذية في أماكن دافئة أو حارة مما يعرض الطعام للتلف أو الفساد. اشتر الكمية التي تحتاجها: فكثيراً ما يقع بعض الأشخاص في فخ العروض الخاصة ويقوم بشراء كميات كبيرة من بعض الأغذية، دون مراعاة وجود أماكن لحفظها وتعرضها للتلف أثناء حفظها في المنزل . ولو فكرت قليلاً سوف تجد أنك قد تكون وفرت بعضاً من المال ولكنك قد تفقد كمية أكبر من الطعام عند تخزينه، وبالتالي تلفها والحصيلة النهائية أنك فقدت أكثر من المال. - تأكد من مكان الخضراوات والفواكه: اسأل نفسك هل الخضراوات والفواكه طازجة ولا يوجد معها أخرى فاسدة؟ هل كل نوع من الخضراوات أو الفاكهة موضوع في مكان لوحده أو أنها مخلوطة مع بعضها ؟ هل مكان بيع هذه الأغذية نظيف ومكيف أم أن الأرض والرفوف متسخة والمكان مفتوح ؟ الحذر من المواد المبردة: من المهم أن تكون الأغذية المبردة محفوظة في درجة حرارة باردة والأغذية المجمدة محفوظة في درجة حرارة منخفضة (تحت الصفر)، فهناك العديد من المحلات تقوم بملء الثلاجة أو المجمدة بكميات كبيرة من الأغذية، مما يؤدي إلى رفع درجة حرارة هذه الأجهزة وبالتالي تعرض الأغذية للتلف، حاول أن تلمس الغذاء المبرد باليد للتأكد مما إذا كان باردا جداً أو قليل البرودة أو عديم البرودة ؟ إذا كان قليل البرودة فتأكد من نوع العلبة، فالعلب الكارتونية لا تعطي إحساساً كافياً بالبرودة بالرغم من أن الغذاء (مثل الحليب أو العصير) يكون بارداً من الداخل، أما علب البلاستيك فتعطي إحساساً أفضل، فيما العلب المعدنية (مثل الألومنيوم فهي تعطي إحساساً عالياً بالبرودة. أما بالنسبة إلى الأغذية المجمدة فحاول أن تضغط بإصبعك على العلبة أو الكيس، فإذا وجدت أنك تضغط على مادة صلبة غير لينة فهذا يعني أن التبريد كاف، أما إذا وجدت أنك تضغط على مادة لينة قليلاً أو كثيراً فهذا يعني أن التبريد غير كاف، وبالتالي ينصح بعدم شراء الأغذية من هذا المحل. قاوم شراء الأغذية غير المكتوبة في القائمة فكثيراً ما يجد الشخص نفسه قد اشترى أغذية عديدة لم تكن مكتوبة في قائمة الشراء التي يحملها، لذا حاول أن تقاوم شراء هذه الأغذية غير المطلوبة، ودائماً اسأل نفسك : هل فعلاً أحتاج إلى هذا الغذاء؟ هل هذا الغذاء صحي ومفيد لأسرتي؟ هل سعر هذا الغذاء هو إضافة إلى ميزانية الطعام. - لا تذهب إلى التسوق وأنت جائع: عندما تذهب إلى المحل لشراء الأطعمة وأنت جائع قد تجد نفسك تميل إلى شراء العديد من الأغذية الإضافية التي تحبها، وهذا يحدث كثيراً في شهر رمضان الكريم عندما يذهب الناس إلى التسوق وهم صائمون في ساعات النهار، فنجدهم يشترون الكثير من الأطعمة التي لا يتناولونها بعد ذلك، إذا كنت من هذه النوعية التي لا تستطيع أن تسيطر على إغراءات الطعام، فحاول أن تتناول شيئاً قبل الذهاب إلى التسوق مثل تفاحة أو أي نوع من الفاكهة أو اشرب عصير فواكه أو تناول القليل من المكسرات. أما في شهر رمضان، فحاول التسوق في الليل. - انتبه جيداً إلى العروض الخاصة لأن أغلب العروض الخاصة للأغذية تتعلق بقرب انتهاء صلاحية الغذاء، لذا فإن صاحب المحل يوفر عرضاً خاصاً (مثل ادفع سعر علبة وخذ أخرى مجاناً) أو أن يرفق غذاء آخر مع الغذاء الذي قربت صلاحيته من الانتهاء ويباع بسعر الغذاء نفسه وغير ذلك . اسأل نفسك؟ هل يمكنني تناول هذا الغذاء قبل انتهاء صلاحيته؟ فقد تقوم بشراء هذه الأغذية وتتراكم في المنزل وتفاجأ بعد فترة بأن صلاحيتها قد انتهت ولا يمكنك تناولها. - تأكد من تاريخ الصلاحية: يفضل دائماً شراء الأطعمة قبل فترة كبيرة من انتهاء الصلاحية وكلما كانت فترة الصلاحية المتبقية طويلة كان ذلك أفضل. سعادتنا أو شقاؤنا, صحتنا أو مرضنا, حريتنا أو عبوديتنا، كل ذلك يعتمد على طريقة عيشنا لحياتنا يوما بعد يوم. سلوكنا تمليه حكمتنا, وحكمتنا هي نتيجة فهمنا لبنية العالم والكون الأزلي. يرزق الله كل عصفور طعامه لكنه لا يلقيه في عشه. تذكروا أن الداء والدواء في الغذاء والمرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج.