ما زال الحاج محمد قلقول الملقب ب«القبايلي» يتذكر من الفينة والأخرى، ذكريات مضى عليها قرن من الزمن، إبان استعمار فرنسا للجزائر أو عهد الحماية بالمغرب، وإيوائه للمجاهدين الجزائريين في بيته بوجدة ودعمهم وخدمتهم رفقة زوجته الثانية التي يتجاوز عمرها الآن 85 سنة.. مشاهد تاريخية صعبة وسارة، تختزنها ذاكرته ولا يأبى أن يتحدث عنها رغم صعوبة الكلام لديه في بعض الأحيان والجهد الذي يبذله لإخراج الحروف عند الكلام. الحاج قلقول الذي يعيش وسط أبنائه وحفدته بأحد المنازل بحي جوهرة بوجدة، حسب ما تحكيه زوجته الثانية الحاجة الشريفة، يبلغ حوالي 114 سنة، أي أن ميلاده قد يكون حوالي سنة 1898، لكنه يؤكد أن سنه كان آنذاك يتجاوز العشر سنوات، وهو ما أكدته إحدى المحاميات الفرنسيات التي تكلفت بملفه من أجل الدفاع عنه لدى السلطات الفرنسية التي اشتغل لديها إبان الاستعمار في المناجم بفرنسا. الحاج قلقول، الذي هاجر إلى وجدة، سنة 1941 قادما من بيدر (مسيردة) إحدى البلدات الجزائرية المجاورة للشريط الحدودي المغربي حين لم تكن هناك حدود، خلف 10 أبناء وبنات دون احتساب المتوفين منهم، من زوجتيه (أربعة من الأولى التي توفيت وستة من زوجته الثانية التي ما زالت على قيد الحياة وفي صحة جيدة تخدمه كما كانا في بداية عشرتهما) و60 حفيدا وأكثر من 100 حفيد من الجيل الرابع. مارس الحاج قلقول طيلة حياته مهنة الحلاقة والحجامة والختان واقتلاع الأضراس، حيث كان ينتقل بين أسواق بلدات ومدن الجهة الشرقية وأصبح لدى الساكنة مرجعا وملاذا، وعاش حياة بسيطة وطبيعية ولم يتعاط لأي شيء مضر بالصحة كالتدخين أو الخمر أو غيرهما.