اعتقلت عناصر الأمن الولائي التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، بعد زوال يوم الثلاثاء الماضي، مواطنا جزائريا مسلحا بمسدس، تمكن من اقتحام مقر قنصلية الجزائر الواقعة بشارع حمزة بن عبد المطلب بوسط مدينة وجدة، ودخل في مشادات كلامية مع موظفي القنصلية، ثم أقدم على إطلاق رصاصة لم تصب أحدا، قبل أن يتم تحييده، بعد استنجاد القنصل الجزائري بالمصالح الأمنية الولائية بوجدة. وكان المواطن الجزائري، الذي لا يتجاوز عمره الخمسين سنة، قد تمكن من الدخول إلى التراب الوطني خلسة بطريقة الهجرة السرية، وحلّ ضيفا على سيدة مغربية، بناء على طلب معارف جزائرية تربطها بهم علاقة قرابة، بهدف استقباله وإيوائه، مع الإشارة إلى أن مدينة وجدة، التي توجد بها القنصلية الجزائرية، توجد على مقربة من الشريط الحدودي المغربي الجزائري، حيث لا تبعد عنه سوى بأقل من 12 كلم. وحسب بعض المعلومات التي استقتها «المساء» في عين المكان، فإن المواطن الجزائري، الذي كان يشتغل في أنشطة التهريب المعيشي وموضوع مذكرة بحث من السلطات الجزائرية، كانت لديه مهمة شخصية وخاصة ورسالة كان يريد إبلاغها عبر خلق ضجة إعلامية في أقرب قنصلية للجزائر، وذلك بانتقاد سلطات بلاده والتنديد بسياستها. ودفعه إحساسه ب«الحكرة» والغبن في بلاده إلى اقتحام القنصلية الجزائرية مسلحا بمسدس، وطلب من القنصل الجزائري إحضار الصحافيين للتحدث إليهم، قبل أن يعمد إلى إطلاق رصاصة، ردا على رفض مصالح القنصلية الجزائريةبوجدة تلبية طلبه بعد ارتيابها في حقيقة المسدس الناري الذي كان لديه. وأمام إحساس المسؤولين بالقنصلية الجزائريةبوجدة، بالخطر المحدق بهم من طرف مواطنهم الجزائري الذي كان تهديده جادا، لجأ القنصل الجزائريبوجدة إلى طلب تدخل السلطات المغربية، حيث قامت عناصر الأمن الولائي بوجدة المكلفة بحراسة القنصلية الجزائرية، بعد إشعار مسؤوليها حسب ما تمليه القوانين المعمول بها، بالتدخل بشكل فوري لإيقاف المواطن الجزائري الذي استسلم لعناصر الشرطة بدون أي مقاومة وتم اقتياده إلى مقر ولاية أمن وجدة للتحقيق معه، بهدف تحديد الدوافع والأسباب الكامنة وراء الحادث الذي لم يخلف أي إصابة في صفوف موظفي القنصلية، حيث اتجهت الرصاصة الوحيدة التي تمكن من إطلاقها صوب أرضية القنصلية.