علمت «المساء» من مصدر مطلع، بأن بارون مخدرات كان مبحوثا عنه منذ سنة 2004 بموجب 95 مذكرة بحث أحيل نهاية الأسبوع الماضي على النيابة العامة بالرباط. وقد كان تاجر المخدرات يجند عشرات المخبرين الذين يرابطون بالقرب من إحدى المناطق الأمنية شرق الرباط، لمعرفة تحركات رجال الأمن. وكشف مصدر مطلع أنه بمجرد خروج أي دورية للأمن من دائرة نفوذها، ووصولها إلى دوار «سيدي قاسم الناظوري»، في اتجاه طريق عكراش مكان نشاط البارون، يتم ربط الاتصال ببارون المخدرات، الذي يتخذ من جبال قرب عين عودة مقرا له، كما كان يستعين بعدد من ذوي السوابق القضائية في المنطقة لتفتيش أي وافد جديد على منطقة عكراش. وفي سياق متصل، لم يسلم حتى رجال الدرك الملكي بعين عودة من عملية المراقبة، حيث كان البارون يضع مخبرين في المناطق القريبة من مقر الدرك الملكي، ومباشرة بعد تحرك أي دورية في اتجاه مكان نشاطه، كان يحصل على معلومات مسبقة حيث يقوم باتخاذ الإجراءات الاحترازية لتفادي وقوعه في أيدي قوات الدرك. وحسب المعلومات التي استقتها «المساء»، كان بارون المخدرات يخصص مبالغ مالية مهمة للمخبرين، وفي حال حصوله على معلومات مضبوطة عن تحركات الدرك والأمن، كان يخصص لهم مكافأة مالية حسب نوع الخدمة، وكان يتوفر على سلاح ناري، يضعه في سيارته للدفاع به عن نفسه، كما كان يشهره في وجه بارونات مخدرات. إلى ذلك، قال مصدر آخر إن الموقوف كان يصنف على أنه المزود الرئيسي «رقم واحد» للمدمنين بالرباط وسلا والصخيرات وتمارة، وكان يتردد عليه في بعض الأحيان العديد من تجار آخرين من القنيطرة والدارالبيضاء، وكان البارون يخضع البائعين بالتقسيط لعملية استنطاق حول المعلومات التي كان يستقيها عنه رجال الأمن والدرك الملكي. وكانت كل من مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، أوقفت عددا من تجار المخدرات في السنوات الماضية، وبحوزتهم كميات من الشيرا، وذكروا على لسانهم اسم البارون الذي وصل عدد مذكرات البحث في حقه إلى 95 مذكرة بحث.