نقلت مساء أول أمس جثة السجينة السعدية الكحل، التي فارقت الحياة في السجن المحلي «سيدي موسى» في الجديدة، إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي للمدينة، إذ أمر وكيل الملك بإجراء تشريح طبي لجثة الهالكة، التي قضت قرابة السنة معتقلة على ذمة التحقيق في قضية ملف التزوير المعروف بمدينة سيدي بنور بقضية «تجزئة النور»، والتي تتابع فيها كذلك موظفتان ببلدية سيدي بنور إلى جانب الموظفة الهالكة، حيث يتابعن بتهم تزوير المحاضر الرسمية واستعمالها، وهو الملف الذي يوجد الآن بين يدي الغرفة الجنائية التي كانت قد حددت له جلسة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري للنظر فيه بعد أن كانت غرفة التحقيق قد قررت عدم متابعة المتهمين في هذا الملف. وفي الوقت الذي تحدثت فيه أخبار أولية عن كون الوفاة جاءت بسبب سكتة قلبية مفاجئة باغتت الهالكة في زنزانتها أو بسبب الاكتظاظ بجناح سجن النساء، قالت مصادر مقربة من السجينة الهالكة التي تبلغ من العمر 44 سنة، أنها كانت تعاني أزمة نفسية وتدهورا في حالتها الصحية منذ مدة بسبب التأخير الذي طال أطوار محاكمتها في هذه القضية، وبسبب تكرار حالات التأجيل التي كانت في الغالب تتم إما بسبب عدم حضور بعض الأطراف المعنية بالقضية بحجج مختلفة أو لأسباب أخرى، الأمر الذي جعل نفسية السجينة تزداد تأزما يوما بعد يوم. وحسب مصادر من داخل السجن المحلي سيدي موسى فإن الهالكة كانت جالسة تشاهد التلفاز مع نزيلات جناح النساء اللائي يتجاوز عددهن الأربعين بقليل، قبل أن تنهار أمامهن بشكل مفاجئ وتفارق الحياة بعين المكان، فيما نفت مصادر من داخل السجن أن يكون الاكتظاظ سببا في الوفاة باعتبار العدد القليل للسجينات بالسجن المحلي سيدي موسى. وقد تم نقل جثة السجينة الهالكة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي في الجديدة في انتظار إجراء التشريح الذي طالبت به العدالة.