نظم المتضررون من قرار نزع الملكية، صباح يوم أمس، وقفة احتجاجية أمام مديرية أملاك الدولة بالرباط، من أجل إيقاف الإجراءات الخاصة المتعلقة بمشروع نزع ملكية أراضيهم، لمشروع يعتقدون أنه يفتقر إلى مفهوم المنفعة العامة بعمالة المضيق-الفنيدق. وسلم المحتجون، الذين قدموا من تطوان والمضيق، رسالة تظلم إلى المديرية، ضد مشروع المرسوم الصادر بالجريدة الرسمية بخصوص نزع الملكية، والتي يبررها ب «إعداد وتهيئة منطقة للتجهيزات الكبرى بجماعة المضيق، وهو المرسوم الذي يقضي بنزع الملكية عن حوالي 300 هكتار على الشريط الساحلي «تامود ابي»». وتكشف الرسالة المذكورة، والتي تتوفر «المساء» على نسخة منها، الأسباب الحقيقية الكامنة وراء نزع ملكية أراضي المتضررين، كما أنها أعربت عن معارضتهم القوية لهذا المشروع والذي، وفقها، سيشتت آلاف المواطنين الذي سيتضررون من هذا المشروع الذي «لا يملك من المنفعة العامة سوى الاسم»، تقول الرسالة. وأكدت الرسالة الموجهة إلى إدارة أملاك الدولة، أن «المنفعة العامة المزعومة والمعلم عنها من طرف المرسوم المعني، ما هي إلا منفعة خاصة بكل معنى الكلمة»، حيث لا يرجى من ورائها سوى «إغناء شركات خاصة أو شبه عمومية، أو شخصيات نافذة على حساب ملاك القطع الأرضية المشمولة بمشروع المرسوم رقم 5172، والصادر بتاريخ 24 دجنبر من السنة الماضية. وشددت الرسالة بالقول على أن «إقامة فيلات وملعب للغولف باسم التجهيزات الكبرى لا يمكنه أن يضيف للمنطقة أية قيمة مضافة، سواء على مستوى التنمية المحلية أو التشغيل أو الرواج الاقتصادي، مادام الأمر يتعلق ببناء إقامات مترفة باسم المنفعة العامة. وقال المحتجون إنهم اضطروا إلى الاحتجاج بباب مقر مديرية أملاك الدولة بعدما منعتهم سلطات مدينة المضيق من ذلك بالمدينة الساحلية، وهو المنع الذي يتناقض من الحق في الاحتجاج السلمي، الذي يكفله الدستور. وكان رئيس الحكومة السابق قد عهد بتنفيذ قرار نزع الملكية «من أجل المنفعة العامة لإعداد وتهيئة المنطقة للتجهيزات الكبرى» إلى وزير الاقتصاد والمالية ومدير أملاك الدولة، حيث تمت المصادقة عليه أياما فقط قبل تشكيل الحكومة الجديدة. وهو المبرر الذي لم يقنع أهالي المنطقة المقيمين فيها منذ أزيد من 40 سنة، حيث تم خوض عدة وقفات احتجاجية أمام عمالة المضيق- الفنيدق احتجاجا على الأمر، فيما عقدت «جمعية جبل زمزم للتنمية» ندوة صحافية لكشف ما وصفوه ب»الملابسات الحقيقية والخطة المحبكة لنزع أراضيهم».