هددت الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار المغربية، بمناسبة انطلاق عملية تسجيل المواطنين لإجراء القرعة من أجل اختيار الحجاج لموسم 2013 /1434، خلال ندوة لها نظمت أول أمس بالدار البيضاء، بمقاطعة عملية الحج خلال الموسم المقبل ما لم تتم الاستجابة لطلب وكالات الأسفار من خلال اعتماد لائحة موحدة يقع بعدها الاقتراع، ويكون للحاج والحاجة الحق في اختيار الجهة التي يرغب في السفر معها، إما عبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو عبر إحدى وكالات الأسفار، وهو «على بينة تامة بثمن ومواصفات المنتوج الذي يريد السفر في إطاره». وأكد كريم بليرو، من الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار، ل«المساء» أنه في حال لم تتم الاستجابة لطلب توحيد اللائحة فإنه لا خيار عن المقاطعة لأن وكالات الأسفار تضررت كثيرا، خاصة في ظل تراجع السياحة، يقول المصدر ذاته. كما أن الحصة المخصصة لوكالات الأسفار، والتي تصل هذه السنة إلى 3780 حاجا ل84 وكالة مستفيدة، تعرف تراجعا مستمرا، حيث إنها كانت في 2007 عشرة آلاف حاج استفادت منها 180 وكالة على الصعيد الوطني، في الوقت الذي توجد في المغرب 800 وكالة أسفار. ويأتي طلب الجامعة بعد إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بلاغا يبين أن التسجيل برسم هذا الموسم سيتم في إطار لائحتين، الأولى تتعلق بحجاج التنظيم الرسمي، والثانية بحجاج قطاع وكالات الأسفار. وذكرت الجامعة أنه «حرصا منها على اعتماد أنجع الترتيبات التنظيمية لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم في أحسن الظروف»، نظمت يوما دراسيا حول هذه العملية، فقررت على إثره المطالبة بتسجيل المواطنين في لائحة موحدة «تفاديا لكل تمييز بين المواطنين وتمكينهم من حرية اختيار الجهة التي يرغبون في السفر معها إلى الديار المقدسة بكل حرية». وأضاف بليرو أن وزارة الأوقاف عمدت إلى تعميم بطاقات التسجيل في المقاطعات، غير أن هذا الإجراء لا يعني أن وكالات الأسفار ستستقبل الحجاج ما لم يتم فتح باب الحوار بشكل جدي للتوصل إلى حل توافقي بين جميع الأطراف حتى يتم تجاوز «محنة» وكالات الأسفار التي تمر بها في ظل تراجع السياحة. وأكد المصدر ذاته أن الجامعة أشعرت الجهات المختصة بهذا الطلب٬ غير أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية «لم تأخذه بعين الاعتبار»، مما أدى بقطاع وكالات الأسفار إلى «اتخاذ قرار عدم المشاركة في عملية تسجيل المواطنين الذين سيخضعون لعملية القرعة على أساس النظام الجاري به العمل حاليا لاختيار الراغبين في أداء مناسك الحج برسم 1434 /2013 ». وأضافت الجامعة خلال الندوة أن «الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار المغربية تؤكد أن هذا المطلب لا يعني بتاتا عدم رغبتها في تنظيم عملية الحج، بل إن قطاع وكالات الأسفار حريص كل الحرص على الانخراط الفعال في هذه العملية». وعزا بلاغ الجامعة أسباب تراجع حصص وكالات الأسفار في ما يتعلق بعملية الحج إلى عدم التكافؤ بين الطرفين في استعمال وسائل الدولة كوسائل الإعلام الرسمية، واستغلال منابر المساجد، واستعمال مصالح العمالات والأقاليم وتوجيه الحجاج إلى التسجيل في لوائح النظام الرسمي، وعدم التوازن في تغطية كافة التراب الوطني خلال عملية التسجيل. كما عزا البلاغ نفسه التراجع إلى الحصة الناتجة عن نظام التسجيل المعتمد، والتي أدت إلى عدم ملاءمة العرض بالنسبة إلى الطلب المسجل، لاسيما في المراكز الحضرية الكبرى، حيث بلغت الحصة بالدار البيضاء 1213 حاجا فقط، وبالرباط 450 حاجا، وبمراكش 304 حجاج، وبطنجة 223 حاجا، وهي الحصص التي قال بليرو إنها «ضئيلة جدا، فهل هذا العدد فقط من الحجاج الذين لهم إمكانيات السفر عبر وكالات الأسفار؟».