فككت عناصر أمن تابعة للشرطة القضائية، في أحد الأحياء الراقية بمدينة فاس، شبكة متخصصة في الدعارة و«القوادة»، ليلة السبت/الأحد، وأحالت المتهم بتزعمها رفقة عدد من الزبناء على المحكمة في حالة اعتقال. وقالت المصادر إن «الزعيم» المتهم ب«قيادة» هذه الشبكة سبق أن تم اعتقاله، في دجنبر سنة 2009، وحكم عليه بسنة سجنا نافذا، قبل أن يقرر العودة من جديد لاستئناف نشاط «القوادة» والدعارة، عبر تحويل عدد من الشقق المفروشة إلى مواخير للجنس، تستقطب زبناء من نخبة المدينة، إلى جانب «سياح» يفدون على المدينة من مناطق مجاورة. وذكرت المصادر بأن «نزاعا» نشب في وقت متأخر من الليل بين زبون وإحدى الفتيات أدى إلى خروج الساكنة بحي واد فاس إلى الاحتجاج على السلطات الأمنية لمطالبتها بالتدخل لوضع حد لهذا النوع من الدعارة وسط إقامات سكنية. وأفضى كمين نصب للشبكة إلى اعتقال زعيمها، وهو على متن سيارة فاخرة، وعثر بحوزته على عدد كبير من المشروبات الكحولية، رجحت المصادر أن تكون وجهتها صوب الشقة لتقديمها بأثمنة مرتفعة للزبناء. وأفضى الكمين إلى اعتقال بعض القادمين رفقة فتيات الليل إلى هذه الشقة (بالقرب من حمام الحديقة بواد فاس)، وتم الاستماع إليهم في محاضر رسمية، تورد المصادر. وكانت عناصر الأمن بفاس، قد عمدت، في دجنبر 2009، إلى تفكيك شبكة كان يتزعمها المتهم نفسه، واعتقلته إلى جانب أحد مساعديه. وأفضت عملية مداهمة شقة بإحدى عمارات وسط المدينة (شارع الجيش الملكي) إلى اعتقال 6 أشخاص آخرين، ضمنهم 3 إناث و3 ذكور. وحجزت عناصر الأمن هواتف نقالة ومبالغ مالية وقنينات جعة وأخرى للنبيذ الأحمر. وقدمت الشبكة على أنها من ضمن الشبكات المنظمة بالمدينة. وذكرت المصادر بأن المتهم بتزعم الشبكة عمد إلى تقسيم الشقة إلى عدة غرف مجهزة، وحول بهوها إلى «قاعة للانتظار» و«أخذ النفس»، بعدما خرج من السجن، وعاد إلى «الاستثمار» في نفس المجال. ويعمد «الزعيم»، طبقا للمصادر، إلى استعمال سيارته الفارهة في تحركاته، ويتولى في عدد من الحالات مهمة نقل زبائنه بنفسه إلى الشقة تجنبا لإثارة الانتباه. وكان المتهم بتزعم هذه الشبكة قد هاجر من حي السعادة بالمدينة إلى وسطها، قبل أن يتم اعتقاله، وحين عاد إلى المجال قرر الابتعاد عن وسط المدينة، واللجوء إلى منطقة واد فاس، لكن شكايات الساكنة ظلت تطارده، ما أدى إلى الإطاحة به من جديد.