علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن قياديين من المكتب السياسي لحزب العهد المندمج في صفوف الأصالة والمعاصرة عبروا عن استيائهم من وضعهم المهمش داخل الحزب الجديد. وأشارت المصادر ذاتها، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أن أعضاء المكتب السياسي أثاروا خلال اجتماع للمكتب السياسي للحزب المندمج عقد الثلاثاء الماضي عدة نقاط تتعلق بوضعهم وتمثيليتهم داخل حزب الهمة، مشيرين إلى ما سموه ب«التهميش» و«السيطرة» التي يفرضها أعضاء حركة لكل الديمقراطيين على كل القرارات على حساب الأحزاب الأخرى المشكلة للحزب الجديد. ودعا أعضاء المكتب السياسي إلى مناقشة وضعيتهم داخل حزب الأصالة والمعاصرة، وذهبت بعض الآراء إلى حد إثارة مسألة الانسحاب من الاندماج في حالة عدم الاستجابة للشروط التي سيناقشها المنتمون إلى حزب العهد مع المكتب التنفيذي لحزب الأصالة والمعاصرة في اجتماع سيعقد الأحد المقبل. ولم تخف المصادر ذاتها أن يخلق الحكم الذي سيحصل عليه عبد الله القادري، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، منعطفا جديدا في مسيرة الأحزاب المشكلة للاندماج، إذ من المتوقع أن تحدو أحزاب أخرى حدوه إذا ما ربح الدعوة وتمكن من استعادة حزبه. إلى ذلك، نفى نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد المندمج، أن تكون مسألة الانسحاب من الاندماج واردة بحدة، وأضاف، في تصريح ل«المساء»: «وضعيتنا داخل الاندماج مريحة بالنسبة إلي شخصيا، وإن كان بعض الإخوان في حزب العهد طرحوا، خلال اجتماع المكتب السياسي الأخير، مجموعة من النقاط المتعلقة بتدبير الاندماج». وأكد الوزاني، أن المكتب التنفيذي لحزب الأصالة والمعاصرة فتح نقاشا موسعا مع مكونات الاندماج، حيث يعقد اجتماعات مع مختلف مكونات الأحزاب الخمسة المشكلة لهذا الاندماج. وكانت البداية مع ما بقي من أعضاء من الحزب الوطني الديمقراطي، الذي انسحب أمينه العام وبعض أعضائه، تلتها اجتماعات أخرى مع رابطة الحريات، وحزب البيئة، والعهد، ومبادرة المواطنة نهاية الأسبوع الجاري. وأشار الوزاني إلى أن المكتب السياسي الذي انعقد، ناقش مسألة تدبير الاندماج. وركز النقاش على نقطتين أساسيتين سيتم طرحهما خلال اجتماع المكتب التنفيذي للأصالة والمعاصرة يوم الأحد المقبل، وتتعلقان، حسب الوزاني، بكيفية تنظيم المؤتمر المقبل للأصالة والمعاصرة وتمثيلية الأحزاب الخمسة داخل الحزب مقارنة بأعضاء حركة لكل الديمقراطيين، وكذا كيفية مواجهة الانتخابات الجماعية المقبلة. ومن بين النقاط التي أثارها المكتب السياسي لحزب العهد المندمج -تقول مصادر «المساء»- مسألة رئاسة الحزب الجديد، حيث أثيرت إمكانية ترشح الوزاني لمنصب الرئاسة. وفي هذا السياق، قال نجيب الوزاني إنه ليس هناك قرار محدد في هذا الصدد، مشيرا إلى أن المشكلة ليست في الأشخاص، ولكن في الطريقة المعتمدة، والتي يجب أن يشرك فيها الجميع من أجل اتخاذ القرار. واستنادا إلى مصادر «المساء»، فإن هيمنة أعضاء حركة لكل الديمقراطيين على مرشحي الأصالة والمعاصرة خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة، خلقت رجة كبرى في صفوف هذه الأحزاب، وخاصة أعضاءها من «أباطرة الانتخابات» المعتادين على ترشيح أنفسهم، وهو ما دفعهم، تضيف مصادرنا، إلى المطالبة بتوضيح الأمور قبل الدخول في الانتخابات. وتتوقع المصادر ذاتها أن يخلق الحكم الذي سيحصل عليه عبد الله القادري في مواجهته لوزارة الداخلية، رؤية جديدة لدى كل الأحزاب المندمجة، التي بدأت تشكو من هيمنة أعضاء حركة لكل الديمقراطيين، خاصة إذا ما تمكن هذا الأخير من استرجاع حزبه.