خيمت أجواء من الحداد والفوضى على المباراة التي جمعت الجمعة الماضي بين الوداد الرياضي وضيفه النادي القنيطري، بملعب محمد الخامس، برسم الجولة الثالثة والعشرين من البطولة «الاحترافية» والتي انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي (1/1)، وذلك عقب مصرع مشجع للفريق القنيطري وإصابة العشرات بجروح في حادثة سير بالطريق السيار الرابط ما بين مدينتي الرباطوالدارالبيضاء حينما كانوا في طريقهم لمؤازرة فريقهم.
وبادر فصيل «حلالة بويز « بمجرد ما تناهى لعلمه الخبر إلى رسم كلمة «حداد» في المدرجات تضامنا مع المشجع القنيطري الذي فارق الحياة.
وشهدت المباراة مواجهات بين أفراد الأمن وعدد من مشجعي الفريقين، مما أدى إلى إصابات في صفوف الطرفين.
وجاءت إصابات رجال الأمن لدى عملهم على الحيلولة دون جماهير الفريقين والالتحام في ما بينهما، الأمر الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى الأسوأ.
وبالرغم من ذلك لم يتردد عدد كبير من جمهور فريق النادي القنيطري في اقتحام أرضية المركب الرياضي محمد الخامس مباشرة بعد نهاية المباراة، كما تعرض المدرب يوسف المريني لوابل من السب والقذف من قبل جمهور فريق الوداد البيضاوي طيلة شوطي المباراة حيث اضطر لعدم مغادرة الملعب إلى غاية إفراغ رجال الأمن للمدرجات من أنصار «الفريق الأحمر».
وتمكن فريق النادي القنيطري من افتتاح حصة التسجيل في الدقيقة الثامنة بواسطة لاعبه النيجيري إريك أوبينا مستغلا سوء تموضع الحارس نادر لمياغري الذي لم يخرج لقطع الكرة.
وانتقدت فئات من جمهور الوداد الحارس لمياغري محملين إياه مسؤولية الهدف المسجل، قبل أن يدخل معهم في ملاسنات وهو في طريقه إلى مستودع الملابس، كادت تتطور إلى الأسوأ بعد نهاية المباراة.
وكان بإمكان فريق النادي القنيطري أن ينهي المباراة منتصرا بحصة أكبر لو استغل لاعبوه العديد من الفرص الحقيقية للتسجيل في ظل أداء باهت للاعبي الوداد الذين كانوا عرضة لعبارات الاستهجان والاستياء من طرف مناصري الفريق عقب المباراة بعد تضييع فرصة الانتصار والاقتراب من المقدمة
وتمكن اللاعب محمد برابح في الدقيقة 45، من إدراك هدف التعادل لصالح فريق الوداد عن طريق ضربة جزاء أثارت موجة استياء عارمة لدى أعضاء الطاقم التقني لفريق النادي القنيطري بدعوى عدم مشروعيتها لتظاهر اللاعب باكاري كوني بالسقوط حيث قدم اعتراض في الموضوع من قبل مسؤولي الفريق، لينتهي بذلك الشوط الأول متكافئا أداء ونتيجة مما أجج غضب أنصار الوداد الذين لم يتوانوا في التنديد بأداء اللاعبين خاصة الحارس نادر المياغري الذي حملوه مسؤولية الهدف الأول.
وحافظ الوداد الرياضي على المركز الرابع برصيد 34 نقطة مؤقتا في انتظار خوضه يوم غد الثلاثاء بملعب العبدي بالجديدة لمباراة ناقصة ضد الدفاع الحسني الجديدي انطلاقا من الساعة السادسة مساء، فيما استطاع فريق النادي القنيطري الارتقاء إلى المركز الثامن بمجموع 28 نقطة يحتلها مناصفة مع فريق أولمبيك أسفي الفائز على الاتحاد الزموري للخميسات بهدفين لصفر.
واعترف بنيتو فلورو مدرب الوداد الرياضي بأن أداء لاعبي الأخير لم يكن في المستوى المطلوب مؤكدا خلال الندوة الصحفية بأنهم يفتقدون للمسة الأخيرة خصوصا بالنسبة للكرات الثابتة مما سيدفعه لتصحيح هذا الضعف أثناء التداريب على حد قوله.
من جانبه أثنى مصطفى العسري مساعد مدرب فريق النادي القنطيري على أداء لاعبي الفريق معتبرا خلال الندوة الصحفية بأن مكونات الأخير راضية على نتيجة التعادل واصفا إياها بالثمينة.
ولم يحضر يوسف لمريني للندوة الصحفية التي نظمت بعد المباراة، كما هي عادته في المباريات التي تجرى بمدينة الدارالبيضاء.