يعيش اقليم ميدلت على صفيح ساخن هذه الأيام، بعدما لم يجد عدد من مربي الماشية والفلاحين في عدد من الدواوير التابعة للإقليم نصيبهم من الشعير المدعم الذي كانوا يتوصلون به في كل سنة، مما انعكس على صحة المواشي التي تتجرع مرارة الجوع، بسبب الجفاف وقلة التساقطات المطرية في المنطقة، التي أًضحتْ تعد، حسب السكان، منطقة «منكوبة»، خصوصا بعد الارتفاع الذي طال الشعير، الذي وصل إلى 4.50 دراهم للكيلوغرام الواحد. ومن ضمن الدواوير الأكثر تضررا، في نظر الفلاحين، دوار أيت حنيني -جماعة سيدي يحيى ويوسف في إقليم ميدلت، الدوار الذي يتساءل فلاحوه عن مصير حصتهم من الشعير المدعم، الذي تقدمه الدولة، والذي حرموا منه دون أن يعرفوا الأسباب. وقد قام حوالي 50 فلاحا من الدوار بعقد لقاء مع عامل إقليم ميدلت، امساءلته حول أسباب عدم استفادتهم من الميزانية المخصصة لجماعة يحيى ويوسف، التي ينتمون إليها، والتي ظلت محددة في 79 طنا، قبل وبعد الانضمام إليها في إطار التقسيم الجماعي لسنة 2009. من جهته، صرح مصطفى علاوي، رئيس جمعية الكسابة للتنمية والمحافظة على البيئة في أيت حنيني، أن غالبية الكسابة لا يتوفرون على العلف الكافي، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، والذي ألحق بالفلاحين والساكنة أضرارا لا تعد ولا تحصى، موضحا، في حديث ل»المساء»، أن الوضع لا يبشر بالخير وأن العديد من الكسّابة أصبحوا يريدون التخلص من مواشيهم ببيعها في الأسواق ولكنهم لا يجدون من يشتريها. وأضاف علاوي أن الفلاحين قاموا بمراسلة الجهات المختصة في عمالة إقليم ميدلت، للمطالبة بتسريع وتيرة توزيع حصص الشعير المدعم، أسوة بباقي فلاحي الإقليم وأن العامل اجتمع مع عدد من ممثلي الكسابة واستمع إلى مطالبهم ووعد بضمان توصلهم بحصصهم من الشعير المدعم، لكن ظلت وعوده حبيسة مكتبه ولم تتم، إلى حد الآن، استفادة الكسابة، يضيف المتحدث نفسه. وأوضح المصدر ذاته أنهم كفلاحين لا يستفيدون من البرامج التي جاء بها «مخطط المغرب الأخضر» ولا يستفيدون من دعم الدولة للفلاحين الصغار والكبار، معتبرا أن المنطقة تعرف تهميشا وإقصاء كبيرين، إذ تعد من أكثر المناطق تضررا من الجفاف ويواجِهُ فلاحوها صعوبات حقيقية في إيجاد الكلأ والعلف لماشيتهم. وكان المتضررون قد كاتبوا المدير الإقليمي للفلاحة في مدينة خنيفرة وطالبوه بوضع برنامج استعجالي لإنقاذ رؤوس الأغنام من الموت المحقق، علما أن دوار ايت حنيني في ميدلت يعد من أكبر الدواوير على الصعيد الإقليمي، حيث تقطنه 460 أسرة، 110 منها فلاحون وكسابة.