دشن حميد شباط عمدة مدينة فاس، ولحسن الداودي النائب البرلماني عن فريق العدالة والتنمية، الدخول البرلماني لهذه السنة بمواجهات ساخنة بلغت حد التلاسن، حيث عرفت جلسة الأسئلة الشفوية لأول أمس الأربعاء مشادات تحولت من خلاف بين عنصرين، هما حميد شباط ولحسن الداودي، الذي كان يترأس الجلسة، إلى فريقين، الفريق الاستقلالي والعدالة والتنمية. وتحولت جلسة أول أمس، التي عقدت لأول مرة بالمقر الجديد لمجلس المستشارين، إلى مباراة حقيقية لم تخل من ألفاظ السب والشتم، اضطر معها الرئيس إلى رفع الجلسة مرتين متتاليتين لمدة ساعة. ووصف شباط نواب العدالة والتنمية ب«عديمي المسؤولية» و«الخوافين من الحقيقة»، وحملهم مسؤولية تدهور مجموعة من القطاعات الخدماتية بمدينة فاس، وخاصة السكن، حيث اتهم بعض أعضائهم بالتورط ضمن شبكات السكن العشوائي. وخلال ردهم على اتهامات شباط، قال نواب العدالة والتنمية: «حرب المليشيات التي تنفذها في فاس لا يمكنك أن تشنها في البرلمان». وتحول النقاش الحاد بين الطرفين إلى ملاسنات شخصية، حيث كال شباط جملة من الاتهامات إلى نواب العدالة والتنمية، متهما بعض أعضائهم بالتورط في انتشار السكن العشوائي بمدينة فاس، وذكر أسماء بعضهم في محاضر الشرطة، كما اتهمهم بالتستر وراء الدين لتحقيق عدة مآرب. ولم يستثن هجوم شباط على نواب العدالة والتنمية، الذين ثاروا بدورهم، مصطفى الرميد حيث قال له: «أنت اللي كتدعي الإصلاح.. جات عندك سيدة من أجل التقاضي صدقتي مزوج بها». وبدأ الصراع عندما ألقى حميد شباط سؤالا عن الأخطاء الطبية، وخلال التعقيب، قال هذا الأخير: «كما أن هناك أخطاء طبية هناك أخطاء أخرى بيئية ومعمارية وفي الطرقات والمباني...»، وانطلق يعدد الأخطاء الموجودة إلى أن وصل إلى سؤال الداودي خلال الجلسة السابقة حول موضوع الفيضانات، وزاغ مباشرة بعد ذلك إلى طريقة تعامله مع الرئاسة، أي مضيان، وانطلق مهاجما إياه، لتبدأ فصول المباراة بين الفريقين الاستقلالي والعدالة والتنمية. واضطر الرئيس إلى رفع الجلسة مرتين، حيث تحولت القاعة إلى حلبة للتلاسن بين الطرفين.