كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن قضية ساخنة ومحاطة بسرية بالغة عرضت على أنظار المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، مؤخرا، وتسببت في أزمة حقيقية بسبب تعقدها، وتتعلق بمطالبة مواطن إسرائيلي من أصل مغربي باسترجاع حقه في أراضي كثيرة على مستوى عمالة آنفا بالدار البيضاء، أقيمت فوقها قصور وفيلات فاخرة وتقطن بها شخصيات وازنة وأثرياء أجانب. وحسب المصادر ذاتها، تعود تفاصيل القضية إلى ما يقارب سنة، عندما دخل إسرائيلي من أصل مغربي يهودي يدعى «فيليكس كاييس» إلى التراب المغربي ووضع شكاية قضائية لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء طالب من خلالها بتسوية وضعية عقارات شاسعة في ملكيته توجد بتراب عمالة آنفا، وتضم فيلات ومباني كبيرة وفخمة تمتد بين شارع عبد الكريم الخطابي والحزام الشاطئي عين الذياب. وأضافت المصادر ذاتها أن هذا المواطن الإسرائيلي عاد، عن طريق دفاعه، إلى المغرب قبل حوالي شهر، ليطلب تسريع إجراءات المحكمة لاسترداد ما يدعي أنه حقه في الأراضي التي بنيت بها قصور وفيلات قبل سنوات، موضحا أن عددا كبيرا من هذه العقارات ما زالت في ملكيته، على اعتبار أن إجراءات التفويت التي سمحت لمالكيها الحاليين بالبناء فوقها هي عبارة عن عقود وعد بالبيع، أي أن عمليات البيع لم تكتمل بعد. وأفادت المصادر ذاتها أن إثارة هذا الملف سببت أزمة حقيقية، على اعتبار أن جل العقارات التي يطالب هذا المواطن الإسرائيلي بها قد تم البناء فوقها، كما أن القيمة المالية للعقارات تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات التي تلت توقيع وعود البيع بينه وبين مالكيها الحاليين قبل إتمام صفقات البيع، إلى جانب كون العديد من المنازل والفيلات التي شيدت فوق هذه العقارات هي مملوكة لشخصيات نافذة وثرية. يأتي ذلك في سياق بروز قضايا نزاعات عقارية أطرافها يهود مغاربة هاجروا إلى دول أخرى، خاصة إسرائيل وفرنسا وكندا، قبل عقود، ليعودوا هم أو ورثتهم للمطالبة بعقاراتهم، وهو ما يعقبه تفجير ملفات نصب يتورط فيها سماسرة ومحامون على غرار قضية اتهام محاميين بهيئة البيضاء، قبل أزيد من شهر، بالنصب على عقار يهودي.