وضع محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، ويونس بنسليمان، برلماني حزب العدالة و التنمية، في مراكش حدا لاعتصام عشرات المواطنين أمام مقرات الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في مراكش (لاراديما)، عندما قرر ممثل وزارة الداخلية تخفيض فاتورة الماء والكهرباء بنسبة 47 في المائة وأداء متأخرات الشهور الأربعة الماضية غير المؤداة على مدى 24 شهرا، خلال لقاء جمعه بممثلين عن المعتصمين، في الوقت الذي قام يونس بنسليمان بالتبرع بمبلغ 20 ألف درهم من راتبه كبرلماني لمدة سنة، لفائدة فقراء منطقة سيدي يوسف بنعلي، المتضررين من ارتفاع فواتير الماء والكهرباء. وأوضحت مصادر مقربة من الملف أن الوالي قد اتفق مع المحتجين على اعتماد أداء أدنى مبلغ مالي كانوا يؤدونه خلال الشهور الماضية، دون اعتماد الفواتير المرتفعة، التي أثارت احتجاجاتهم وغضبهم وجعلتهم يخرجون إلى الشارع. وبعد اتفاق والي مراكش والمدير العام ل»لاراديما» مع ممثلي السكان على عدد من الإجراءات التي وصفت ب»المهمة والجريئة»، سافر والي الجهة إلى الرباط لإقناع المؤسسات المعنية والحصول على موافقتها، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، حيث قضى أربعة أيام في العاصمة الرباط، يناقش ويسعى إلى إقناع المسؤولين بإمكانية تطبيق هذه الإجراءات المتوافَق عليها، دون اللجوء إلى تفريق المعتصمين بالقوة. ومن المنتظر أن يتم فض جل الاعتصامات المنظمة أمام أزيد من خمس فروع للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في مراكش وكذا بعد الحوارات التي قادها برلمانيو حزب العدالة والتنمية مع والي الجهة من أجل وضع حد لهذا الاحتقان الاجتماعي، الذي جعل المدينة الحمراء على صفيح ساخن، كانت أبرز معالمه خروج أزيد من 3 آلاف مواطن من سكان منطقة سيدي يوسف بنعلي قبل حوالي 15 يوما في مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مقر «لاراديما» في المنطقة المذكورة في اتجاه ولاية أمن مراكش، بعد أن اعتقلت السلطات حوالي خمسة محتجين.