لم يتوقف نزيف نقابة الاتحاد المغربي للشغل بعد تحقيق صحفي نشرته «المساء» تحت عنوان «الاتحاد المغربي للشغل.. عندما يتعايش النضال والاختلال»، حيث أحيل، أول أمس الثلاثاء، ثلاثة قياديين على المجلس التأديبي، وهم: عبد الحميد أمين وعبد الرزاق الإدريسي وخديجة غامري، الكاتبة الجهوية للنقابة في الرباط والبرلمانية في مجلس المستشارين. وأكد مصدر من داخل النقابة أن «هذه الخطوة هي بمثابة تربص يقوم به موخاريق ومجموعته لطرد كل من تحوم حوله «شبهة» النهج الديمقراطي، من النقابة». وهاجم أزيد من 30 شخصا، أول أمس الثلاثاء، كلا من عبد الحميد أمين وعبد الرزاق الإدريسي وخديجة غامري، وطوقوهم بإحدى قاعات المقر المركزي للنقابة بالدار البيضاء، وشرعوا يرددون شعارات من قبيل: «الاتحاد نقابة حرة.. والخونة يطلعوا برا، علاش حقوقنا مهضومة.. حيث معانا الخوانة، سوا اليوم سوا غدا.. الطرد ولابدا، موت موت يا لعدو وموخاريق عنده شعبو». وكان عبد الحميد أمين ورفيقاه قد التحقوا بالمقر المركزي للنقابة لحضور الاجتماع نصف الشهري للأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، ليفاجؤوا بمهاجمتهم من طرف العمال المداومين داخل النقابة، الذين يطلق عليهم «بواندية المحجوب»، وذلك على مرأى من فاروق شهير، نائب موخاريق. وأكد القياديون الثلاثة، في تصريح توصلت به «المساء»، أن من يطلق عليهم نعت «البواندية» «اقتحموا المكتب وأخذوا يصيحون من حولنا ويتلذذون بأخذ الصور لهذا المشهد المرعب. ومع ذلك، فقد ضبطنا أعصابنا ولم نسقط في الاستفزاز»، واستطرد القياديون الثلاثة في القول إنه «بعد حوالي نصف ساعة من الشعارات، انسحب نصفهم بينما ظل النصف الآخر مرابطا أمام باب المكتب 46. وقد مر كل هذا على مرأى ومسمع من جل أعضاء الأمانة الوطنية، وخاصة الأمين العام بالنيابة فاروق شهير». واستغرب القياديون الثلاثة أن تصادف إحالتهم على المجلس التأديبي يوم 20 مارس -ذكرى تأسيس الاتحاد المغربي للشغل- ويتم استهداف «ثلاثة من أشرف الأطر النقابية وأكثرها كفاحا وحيوية، في حين كان الجميع ينتظر إجراءات زجرية ضد المفسدين الذين أصبحت رائحة فسادهم تزكم الأنوف»، مضيفين قولهم: «إنه لمكر عظيم أن تتم محاسبة المناضلين الشرفاء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الطبقة العاملة من طرف الذين ظلوا يستخدمون الطبقة العاملة لأغراضهم الخاصة». يذكر أن عبد الحميد أمين، عضو الأمانة الوطنية للنقابة المذكورة، كان قد احتج بشدة خلال أشغال اللجنة الإدارية، المنعقدة الأسبوع المنصرم، ضد ما اعتبره «كولسة» في فرز أعضاء اللجنة المكلفة بالتدبير المؤقت للفرع الجهوي بالرباط بعد حلّ هذا الأخير وطرد عضوين بارزين فيه سبق أن أدليا بتصريحات ل»المساء». ويعتبر الفرع الجهوي للرباط من أبرز الفروع المحسوبة على تيار النهج الديمقراطي داخل نقابة بن الصديق. وكان التحقيق الصحفي الذي نشرته «المساء» مؤخرا قد أثار عددا من «الاختلالات» المالية والإدارية التي تورط فيها قياديون نقابيون من قبيل استمرار تسجيل بعض ممتلكات النقابة باسم زعيمها الراحل المحجوب بن الصديق والتي طالب المؤتمر الأخير للاتحاد المغربي للشغل باسترجاعها. كما اعتمد التحقيق على تقرير صادر عن المفتشية العامة للمالية رصدت فيه اختلالات لا حصر لها داخل التعاضدية العامة للتربية الوطنية التي يرأسها محمد غيور، عضو الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل.