تسبب الفيروسات أكبر نسبة من الالتهاب الرئويفي مرحلة الطفولة، ويقل انتشار الالتهاب الرئوي الفيروسي عند الأصحاء الصغار في السن والبالغين في منتصف العمر، لكنه يزيد كثيرا بين المسنين. وتبيّن الدراسات على الالتهاب الرئوي المكتسب أن الفيروسات هي السبب الثاني الأكثر شيوعا والمتسبب في 13 إلى 50 % من الحالات. وقد يختلف الالتهاب الرئوي بين مرض بسيط يشفى تلقائيا إلى مرض مهدد للحياة، حسب رعونة الفيروس وعمر المريض والأمراض المصاحبة. الأسباب -يصيب الالتهاب الرئوي بسبب فيروس الأنفلونزا مجموعات من المرضى تشمل الأطفال المرضى بالتليف الكيسي والمرضى المستفيدين من زراعة الأعضاء والبالغين المرضى بأمراض مزمنة في القلب والأوعية الدموية والسكر وأمراض الكلي وكبت المناعة (immunosuppression) والمقيمين في بيوت التمريض ومرافقي الرعاية المزمنة وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة. -تشمل عوامل خطر الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي الأطفال أقل من 6 شهور أو بمرض تنفسي تحتي أو عيب خلقي في القلب والمسنين والمرضى ناقصي المناعة. -تتراوح أعراض العدوى بفيروس نظيرة النزلة الوافدة بين عدوى الجزء العلوي من المسالك التنفسية بصورة رئيسية عند الأشخاص الطبيعيين إلى التهاب رئوي مهدد للحياة عند مرضى كبت المناعة. -الفيروسة المكللة (coronavirus) تسبب أعراضا، مثل بقية الفيروسات التنفسية الأخرى، والتي تشمل السعال والرشح وألم الحلق والتوعك. -الفيروس النطاقي الحماقي (virus varicelle- zoster) يسبب في البداية توعكا وحمى وطفحا على الجذع والوجه، ثم ينتشر إلى بقية الجسم، وبعد يوم إلى 6 أيام من بداية الطفح، يحدث الالتهاب الرئوي تدريجيا ويظهر على شكل حمى وضيق في الصدر وتسرع التنفس وضيق تنفس وسعال جاف وزراق وألم في الصدر وبصاق مدمم، وقد يكون المرض بسيطا أو شديدا وقاتلا عند المرضى ناقصي المناعة. -فيروس الحصبة يسبب حمى وتوعكا وفقدانا للشهية والتهاب ملتحمة العين وسعالا، و قد تظهر بقع كوبليك (taches de Koplik) على الغشاء المخاطي المبطن للفم، ثم يظهر طفح، يبدأ على الوجه ثم ينتشر على الجسم ليشمل الأطراف وراحة اليدين والقدمين. ويستمر الطفح نحو 5 أيام وتستمر الأعراض نحو 10 أيام، ويكون السعال هو آخر عرض في الاختفاء. وعند البالغين، يحدث التهاب رئوي عند 3 % كأحد المضاعفات والذي يحتاج بسببه المريض دخول المستشفى، ويكون لدى نحو 17 % من المرضى تقلص في الشعيبات الهوائية، ونحو 30 % يكون لديهم عدوى ميكروبية إضافية تحدث بعد 5 إلى 10 أيام بعد بداية الطفح، وتكون الأعراض والعلامات في الرئتين موازية للعلامات في الجلد. كما تكون شدة الالتهاب الرئوي مرتبطة بتفاقم الطفح الجلدي، والأشخاص الذين لديهم خطر التعرض للالتهاب الرئوي بفيروس الحصبة هم الذين لديهم كبت للمناعة (مثل حالات تناول مستحضر الكورتيكوستيرويد لفترات ممتدة)، والذين لديهم عدوى الإيدز وحالات الليمفوما وحالات اللوكيميا وعدوى فيروس إبيشتين بار (Infection par le virus dEpstein- Barr)، وأيضا الأطفال وكبار السن والسيدات الحوامل وحالات نقص فيتامين (أ) والأشخاص الذين لم يعطوا لقاح الحصبة. -الفيروس المضخم للخلايا يسبب عادة التهابا رئويا بسيطا عند الأصحاء، حيث يسبب حمى وألما في العضلات وتوعكا والتهابا كبديا بسيطا، وهذه الحالات تشفى تلقائيا، ولكن تختلف الصورة عند المرضى ناقصي المناعة، حيث يخرج الفيروس مع الإفرازات الرئوية والدم والبول دون وجود أعراض، ويكون الالتهاب الرئوي شائعا عند حالات زراعة الأعضاء ومرضى الإيدز. -فيروس الهربس البسيط يسبب التهابا رئويا عند المرضى ناقصي المناعة وبعد زراعة الأعضاء. -عدوى الفيروسة الغدانية تسبب حمى وتوعكا وصداعا وألما في الحلق وبحة في الصوت وسعالا، وعند حدوث التهاب رئوي تكون الأعراض هي ضيق في التنفس وسعال وقيء وزكام وارتعاد وألم في الحلق والعضلات والصدر. الفحوص -فحص سريع للمستضد (antigène) باستخدام أشرطة الفحص، -مزارع فيروسية، -تفاعل البوليمريز المتسلسل (PCR)، -الفحص الخلوي للإفرازات التنفسية، -الأشعة على الصدر قد تكشف عن شمول الجانبين(atteinte pulmonaire bilatérale) على خلاف الالتهاب الرئوي الميكروبي الذي يكون فصيا (l' implication lobaire)، -فحص عينة نسيجية من الرئتين. يتبع.. د. عمر العراقي [email protected]