خاضت الشغيلة الصحية بالمستشفى الإقليمي الرازي بمدينة برشيد، المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للصحة العمومية العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، وقفة احتجاجية بفضاء المستشفى بعد أسبوع واحد على الوقفة الإنذارية التي نفذتها الشغيلة الصحية داخل المركز الاستشفائي ذاته، احتجاجا على ما وصفته بالاختلالات التي تشوب الواقع الصحي على مستوى إقليمبرشيد، وتنديدا بظروف العمل القاسية والكارثية والمزرية التي يشهدها قطاع الصحة بالإقليم، على حد تعبير المحتجين. وجاء تصعيد الشغيلة الصحية التي دخلت في اعتصام لمدة 24 ساعة أمام الباب الرئيسي لمقر إدارة مستشفى الرازي للأمراض العقلية، من أجل حث جميع المتدخلين على رفع مظاهر التهميش والإقصاء عن المؤسسة الصحية العريقة- حسب بيان صادر عن النقابة الوطنية للصحة العمومية تتوفر «المساء» على نسخة منه. وعبرت الشغيلة الصحية الغاضبة عن أسفها جراء استمرار الاعتداءات المتكررة على موظفي قطاع الصحة في جميع المؤسسات الصحية بالإقليم أثناء مزاولتهم لمهامهم، وانعدام الأمن وقلة الفعالية لدى الأمن الخاص بالمستشفى. ووقف المحتجون، دائما حسب فحوى بيان الاحتجاج، على مجموعة من الاختلالات التي تشوب الواقع الصحي بالإقليم، وطالبت الشغيلة الصحية بضرورة إنشاء مركز أمني قرب المستشفى طبقا للقوانين الجاري بها العمل لتفادي الاعتداءات على الأطر الطبية، حسب تعبير البيان. ورفعت الشغيلة الصحية المحتجة خلال الوقفة، التي تحولت إلى مسيرة جابت محيط المستشفى، لافتات تضمنت عبارات تطالب الوزارة الوصية بالتدخل من أجل ترميم وإصلاح وصيانة المصالح الاستشفائية ورفع التهميش والإقصاء عن مستشفى الأمراض العقلية، وتوفير الموارد البشرية التقنية والتمريضية والطبية، والتجهيزات الطبية ووسائل العمل، مطالبين في الوقت ذاته المسؤولين المحليين بتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه في الحوارات السابقة، خاصة تلك المتعلقة بإتمام هدم المصالح المهجورة التي باتت تشكل بؤرا سوداء ومرتعا للظواهر الشاذة وتشوه جمالية المستشفيات، وأبدى أصحاب الوزرة البيضاء تذمرهم من الوجبات الغذائية سواء الخاصة بالموظفين أو المرضى، واستنكارهم المستوى المتدني للنظافة، خاصة بفضاء مستشفى الرازي للأمراض العقلية حيث تنتشر الأزبال وفضلات الطيور التي توجد بأعداد كبيرة بأشجار المستشفى، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية حسب تعبيرهم . وأفاد محمد ايرو، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة ببرشيد بأن: «تنظيم الوقفة الاحتجاجية بالإضافة إلى وقفات أخرى داخل المستشفى المحلي ومستشفى الأمراض العقلية جاء من أجل حث جميع المتدخلين والمسؤولين عن قطاع الصحة على التدخل من أجل فك التهميش عن المستشفى، والنظر في مجموعة من المشاكل التي تتمثل في التغذية، وصرف تعويضات الأطر التي تقوم بالحراسة، والعناية بالبنية التحتية حيث انعدام الواد الحار ووجود بنايات مهجورة أصبحت بؤرا للمتسكعين الفارين من العدالة، وفي هذا الإطار سبق لنا القيام بلقاء مع المندوب الإقليمي، وكنا سنقوم بمسيرة إلا أن عامل الإقليم تدخل وأعطى أوامره من أجل رفع التهميش عن مستشفى الأمراض العقلية».