اضطر فريق اتحاد الخميسات إلى الاستنجاد برئيس شباب الحسيمة عبد الصادق البوعزاوي ليؤمن رحلة عودته إلى مدينة الخميسات، بعد أن واجه فريق شباب الحسيمة ضمن منافسات الجولة العشرين من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم. فقد سدد رئيس شباب الحسيمة ثمن 40 لتر من البنزين لكي يملأ الفريق خزان حافلته من الوقود ويتمكن من العودة إلى مدينة الخميسات، في الوقت الذي اعتمد فيه لاعبو فريق الأمل على إمكانياتهم الذاتية للتوجه إلى الخميسات وخوض مباراة هذه الفئة. في الوقت نفسه لم يتردد اللاعبون في كشف ما يعتبرونها فصولا من المعاناة يعيشونها هذا الموسم، فقد ذهبوا إلى حد تشبيه وضعيتهم بما عاشه الشعب الليبي مع معمر القذافي، مؤكدين أن أحد المسؤولين وصفهم ب«الكلاب». وضعية اتحاد الخميسات تكشف الوجه المظلم للكرة المغربية، فالأمر لا يتعلق بفريق للهواة، ولكن بفريق يشارك ضمن منافسات البطولة الاحترافية التي لم تعط إشارة انطلاقتها إلا بعد أن وضعت جامعة كرة القدم دفترا للتحملات يفرض على كل فريق أن يتوفر على ميزانية لا تقل عن 900 مليون سنتيم، بخلاف منحة الجامعة لكي ينال رخصة المشاركة في البطولة الاحترافية، لكن الواقع كشف أن البطولة انطلقت دون أن يكون لهذه الفرق ما يثبت توفرها على هذه المبالغ المالية. وضعية اتحاد الخميسات كما أنها تكشف أن رخصة المشاركة في البطولة «الاحترافية» كانت مجرد وهم، فإنها أيضا تضع مسؤولي اتحاد الخميسات في الواجهة، فهذا الفريق منذ سنوات وهو يعيش وضعا صعبا، كما أنه ارتبط باسم رئيسه محمد الكرتيلي الذي لم يغادره. لذلك على الجميع أن يتحمل مسوؤليته، فالسلطات المحلية من غير المقبول أن تغلق صنابير الدعم في وجه الفريق، كما أن الجامعة تعاملت باستخفاف مع البطولة الاحترافية، وبدا أنها تبحث عن الشكل أكثر من بحثها عن المضمون، أما مسؤولو الفريق فإنهم يتحملون بدورهم نصيبا وافرا من المسؤولية، فليس مقبولا أن يرتبط اسم الفريق بمحمد الكرتيلي وكأن المدينة تعدم مسيرين بإمكانهم قيادة الفريق، كما أنه ليس مقبولا أن يتحول الفريق إلى ملكية خاصة لبعض المسيرين، أما من يدفع في النهاية فهم اللاعبون وجمهور الفريق الذين يمنون النفس برؤية فريق كبير، فإذا بهم يصطدمون بواقع مخيف ومؤلم.