احتضن رواق الفنون «المغرب العربي» في مدينة وجدة النسخة الرابعة من المعرض التشكيلي للفنان التشكيلي والخطاط عبد القادر بلبشير، تحت شعار «ثقافة الفن مرآة الغد»، منذ الأسبوع الأخير من شهر فبراير واستمر خلال شهر مارس الجاري. وسجل الرواق، الذي عرض فيه الفنان التشكيلي أزيد من 250 لوحة من الحجمين الكبير والمتوسط، حضورا كبيرا للزوار والمهتمين بحقل الفن التشكيلي من مختلف الفئات، والتي أظهرت إعجابها بالأوان المُستعمَلة على خلفية سوداء واستحسنت هذا النوع من الأنشطة التي تحتضنها مختلف الأروقة الفنية في المدينة الألفية. وأوضح الفنان عبد القادر، في كلمة ل»المساء»، حول الشعار الذي اختاره لعرض لوحاته الفنية، أن «لغة الفن هي فعلا مرآة الغد»، وذكّر بالعلاقة التي تجمع المعارض الثلاثة التي نظّمها في هذه السنة، حيث اقتبس لها شعارات فنية لها أكثر من دلالة، متحدثا عن الخلفية السوداء التي اعتمدها كمحور رئيسي لعمله الفني لترجمة إبداعاته الفنية في الميدان التشكيلي، كما تحدث، في نفس السياق، عن دور الفنان التشكيلي في ترجمة ثقافته الفنية، والتي تُعبّر عن ذاكرته وهويته ومخيلته. تميز أعمال الفنان عبد القادر بلبشير لغةُ الفن والإبداع، التي تجعل المتأمل في اللوحة يسافر عبر الزمن والفضاء، إذ يوظف الفنان الهندسة المعمارية لقصبات وقصور الجنوب المغربي، الغنية بألوانها وأشكالها الهندسية البسيطة، الى المعالم التاريخية لمدينة وجدة والنواحي، التي تمثل بساطة صانعيها ومستهلكيها، هندسة يقال عنها إنها هندسة بدون مهندس، تقتصر على المواد الطبيعية الموجودة في المحيط، من خشب وتبن وطين وحجارة يتفنن صانعوها في بنائها، رغم سمك جدرانها، وتلعب دورا كبيرا في المحافظة على اعتدال الجو، بتلطيفه صيفا وتسخينه شتاء، ولا يحتاج قاطنوها مكيفات هوائية للعيش داخلها، رغم صعوبة المناخ في الصحراء المغربية. يذكر الفنان بلبشير، الذي هو في نفس الوقت، رئيس جمعية الفتح للفنون التشكيلية في الجهة الشرقية، أنه نظّم ثلاثة معارض ناجحة في نفس الرواق والزمان والمكان، اختار للأول عنوان «رحلة فنان» وللثاني «لغة الفن مفتاح الغد» وللثالث «ثقافة الفن مرآة الغد»، كما أشار إلى أن هناك علاقة وطيدة بين العناوين الثلاثة. وقد قام الفنان عبد القادر بلبشير بتنشيط ورشتين فنية لفائدة حوالي 40 من تلاميذ ثانوية المهدي بنبركة للفنون التطبيقية، تضمنتا دروسا في تلقين الفن بصفة مباشرة من يد فنان بدون واسطة من تقنيات أو كتب، نالت إعجابهم واستطاعوا خلالها أن يظهروا مهاراتهم.