شاءت الصدف أن تنتهي العقوبة الحبسية لمشجعي فريق حسنية أكادير الذين أدينوا بتهمة الشغب وإحداث أضرار في الملك العمومي، يوم مباراة فريقهم ضد أولمبيك آسفي يوم الحادي عشر من مارس، بعد أن قضوا شهرا واحدا وراء القضبان، ورغم استئناف الحكم لدى محكمة الاستئناف بأكادير إلا أن المحكمة لم تعين تاريخا للجلسة، علما أن المحكومين بالعقوبة النافذة قد أنهوا مدة الحكم يوم 11 مارس بعد أن تمت متابعتهم بالمنسوب إليهم يوم 11 فبراير، حين تم اعتقالهم بمحيط المحطة الطرقية لأكادير التي تعرضت واجهتها لعملية رشق بالحجارة. وعلى الرغم من إطلاق سراح المعتقلين يوم المباراة إلا أن بعضهم رفض التوجه إلى ملعب الانبعاث بأكادير، خوفا من مضاعفات القضية أو بتحذير من أولياء أمورهم، علما أن من بين المعتقلين قاصر قضى فترة العقوبة في الإصلاحية، وبلغ عدد القاصرين المعتقلين 38 قاصرا، وحسب صك الاتهام فإن عدد المتابعين في القضية قد فاق 50 شخصا أحيلت غالبيتهم على قاضي الأحداث، الذي قرر الإفراج عن 38 مشجعا بعد التزام أولياء أمورهم بعدم تكرار ما حصل بل من الآباء من أصر على منع ابنه من الذهاب إلى الملعب. وجاءت العقوبات مخففة حسب مسؤول بجمعية الأنصار علما أن الحسنية انتدب محاميا للدفاع عن المناصرين. وشكل هذا الحادث نوعا من العزوف الجماهيري، بعد أن قرر كثير من المشجعين مقاطعة مدرجات الملعب وعدم مرافقة الفريق في تنقلاته، كما حصل في رحلة الدارالبيضاء حيث لم يتعد عدد الأنصار الذين رافقوا الفريق عشرة أفراد انضم إليهم قاطنون بالدارالبيضاء، وهو ما دفع إلترا إيمازيغن إلى توجيه نداء إلى كافة أنصار الحسنية للحضور للمدرجات الشمالية من أجل الوقوف بجانب نادي الحسنية الذي يحتاج كل أساليب الدعم والتشجيع قبل فوات الأوان، لكن الاستجابة للنداء خلال المباراة الأخيرة أمام أولمبيك آسفي، والتي انتهت بالتعادل، لم تكن في حجم التطلعات. وتلقى أفراد من فصيل الإلترا المساندة للحسنية، بارتياح المساندة القادمة من فاس، حين رفعت فئة من جمهور المغرب الفاسي لافتة تضامنية مع جمهور حسنية أكادير بخصوص أفراده المعتقلين، وجاءت هذه البادرة من جمهور «الماص» أثناء لقاء الدربي الفاسي، عبر لافتة قالت مضامينها: «الحرية لجماهير تهمتها التنقل مع الحسنية». وشهدت مدينة أكادير اصطدامات بين جمهور الحسنية والجمهور الأسفي خاصة في إحدى الساحات العمومية التي شهدت حفلا ساهرا، نظمته إحدى المؤسسات التعليمية، وردد خلاله الجمهور العبدي شعارات تساند فريقهم وتتغنى به فجاء الرد سريعا من أصحاب الأرض قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية لتفريق الجماهير.