تمكنت الشرطة القضائية بابن سليمان، أخيرا، من فك خيوط السرقات التي تعرض لها 12 منزلا فخما بحيي الحدائق والفلين ومركز الاصطياف التابع للمكتب الوطني للكهرباء، واعتقلت اللص الذي كان ينشط وحيدا لأزيد من أربع سنوات. وتم حجز بعض العتاد الذي كان يستعمله للسرقة (مفك براغي ومطرقة حديدية وحبل وحذاء رياضي). وكانت مصلحة الشرطة توصلت، الخميس الماضي، بتقرير عن بصمات رفعت من داخل إحدى الفيلات المستهدفة من طرف اللص، حدد هوية السارق (ك.ب) ومكان إقامته. وتم استدعاء الشاب إلى مصلحة الشرطة القضائية، حيث ووجه بالأدلة العلمية، كما تم العثور على آثار حذاء رياضي داخل فناء (فيلا)، واتضح أنها تعود للشاب بعد أن تم حجزه من (عشة) توجد بسطح منزل، حيث كان يستغل غرفة ينام فيها، علما أنه ينحدر من دوار أولاد سعادة بضواحي المدينة، متزوج وله طفل، ولم يجد المتهم بدا من الاعتراف، إذ تم وضعه رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة. ويذكر أن اللص قام بأول عملية سرقة سنة 2007، واختفى بعدها لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يعود ويضرب بقوة بداية سنة 2010. حيث كان يستهدف كل الأجهزة النحاسية من صنابير المياه والمعدات الصحية والأسلاك، كما استهدف مجموعة من الأغطية، والثريات وأجهزة إلكترونية. وكان يبيع المسروقات داخل «سوق الحمرة» بمدينة المحمدية. وكان اللص يلج إلى داخل المنازل بعد التأكد من خلوها من السكان. حيث كان يقوم، على مدى عدة أيام، بمراقبة عدادات الماء والكهرباء المتواجدة على الجدران الخارجية للمنازل. ويكشف من خلال أرقامها الجامدة أن أصحاب تلك المنازل غير موجودين، كما كان يضع مواد لاصقة قرب ثقب مفتاح أبواب بعضها، ويعود في اليوم الموالي للتأكد من أن المادة اللاصقة مازالت في مكانها، فيتأكد من أن تلك المنازل فارغة. ويلجها عبر تسلق الجدران وكسر النوافذ والأبواب والتي هي في غالبيتها خشبية. كما كان يوقع على كل عملية سرقة قام بها. وذلك بالتبرز (التغوط) في فناء (الفيلا). وقد كان يعاود السرقة داخل بعض الفيلات، كما كان ينام داخل بعضها. وسبق أن تم اعتقال الشاب شهر نونبر الأخير بعد ضبطه وبحيازته بعض المتلاشيات، تعود لمالكة فيلا، لكن الشاب أنكر أنه سرقها، ولم تتمكن العناصر الأمنية من إدانته لضعف الأدلة والقرائن. وقد تمت إحالته نهاية الأسبوع المنصرم على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بابن سليمان من أجل السرقة وحالة العود.