كشف تقرير استخباراتي إسباني، صدر قبل أيام، عن حقائق بشأن المد السلفي بالمغرب، مقدما معطيات بالأرقام والتوزيع الجغرافي و«التيارات» التي يتوزع عليها السلفيون بالمغرب وحسب المعطيات الواردة في التقرير، يقدر عدد السلفيين الموجودين في المغرب بحوالي 17 ألف شخص، يتوزعون على عدة مناطق مغربية، خاصة بالمدن الكبرى مثل الدارالبيضاء ومراكش وطنجة. وذكر التقرير ذاته أن هؤلاء السلفيين يتركزون بشكل كبير في الحواضر الكبرى. كما يلاحظ بروز مثير للانتباه للسلفيين في المدن المغربية الشمالية. واعتبر التقرير أن سلفيي المغرب ينقسمون إلى ثلاثة «تيارات»، فهناك تيار يقوده الشيخ محمد المغراوي، رئيس جمعية دار القرآن بمراكش، الذي عاد قبل أشهر من منفاه الاختياري بالمملكة العربية السعودية إثر الضجة التي أثارتها فتواه الشهيرة التي تبيح الزواج ببنت التسع سنوات. كما يوجد تيار يتزعمه الشيخ محمد الفيزازي، الذي خرج من السجن بعفو ملكي أواخر السنة الماضية، بعدما كان محكوما عليه ب30 سنة سجنا عقب أحداث 16 ماي، إلى جانب تيار ثالث يتوزع عليه باقي سلفيي المغرب دون الانتساب إلى شيوخ معلومين. ووصف التقرير ذاته ما سماه تيار الفيزازي، الذي قال إنه «ضعيف» مقارنة بالتيار الذي يمثله محمد المغراوي. كما أن امتداده ينحسر بشكل كبير في المدن الشمالية الكبرى مثل طنجة وتطوان. وفي تعليقه على ما ورد في هذا التقرير، أوضح محمد الفيزازي أن «السلفية في المغرب ليست تنظيما ولم يقم أي أحد بإحصاء ولا رأينا إحصاء، وليس هناك معطيات علمية لتحديد الأعداد»، مضيفا في هذا السياق أن « المخابرات الإسباني ليستة هي الأدرى بالساحة المغربية، فالمخابرات المغربية هي الأجدر بأن تعرف الأعداد، وهي مؤهلة لذلك بحكم المعاشرة اليومية. المخابرات الإسبانية تغرد خارج السرب وتتكلم عن بعد». وبخصوص حديث التقرير الاستخباراتي الإسباني عن وجود تيار سلفي يقوده الفيزازي، أكد الأخير، في تصريح ل«المساء»، أنه لا ينتمي لأي «يافطة سلفية»، وهو «مسلم وكفى»، مضيفا أن «التقييمات كلها ما أنزل الله بها من سلطان. لا نختلف في شيء إلا في بعض الجزئيات الإجرائية والأولويات». وبشأن إمكانية تأسيس حزب سياسي يضم السلفيين في المغرب، قال الفيزازي إن هذا الحديث «فيه شيء من الصواب»، مبرزا أن هناك اتصالات قائمة بين من يعرفون بشيوخ السلفية، خاصة المفرج عنهم قبل أيام، مضيفا أن «هناك اتصالا دائما ونحن أصدقاء قبل أن نكون أي شيء آخر، نشترك في المعتقد والأهداف، كما اشتركنا في الزنازن والأيام الصعبة... يعرف بعضنا بعضا أكثر مما نعرف أبناءنا». وأضاف الفيزازي أن هذه الاتصالات ستتوج بتأسيس «جمعية دعوية» تكون أرضية للتعرف على السلفيين بعضهم البعض، مضيفا بأن «هذه الأرضية ستمكننا من معرفة ميزان قوتنا من أجل جلب النخب والكوادر لأن مسألة تأسيس حزب سياسي ليست سهلة وتحتاج إلى كوادر وأطر». ولم يستبعد الفيزازي حصول توافق مع محمد المغراوي، رئيس جمعية دار القرآن، في هذا الإطار. ويفترض أن يكون الفيزازي قد التقى بالمغراوي مساء أمس الخميس.