لا حديث عند المتابعين للسلفية المغربية هذه الأيام إلا عن محمد الفيزازي، أحد "شيوخ" السلفية الذين ذاقوا نصيبهم من السجن على خلفية أحداث 16 ماي 2003، بات اسمه متداولا أكثر من غيره ونافس في الحضور على صفحات الجرائد والمجلات كبار السياسيين والوزراء، بعد خروجه من السجن الذي كان سيقضي فيه 30 سنة حُكم عليه بها بعد اعتقاله بتهمة التحريض على العنف والتنظير للتيار السلفي الجهادي في المغرب. فيزازي آخر خرج إلى الوجود، الرجل غيّر على ما يبدو الكثير من مواقفه، وتصالح مع الكثير من مظاهر الحياة في المغرب، أكد أنه مواطن مغربي بكل ما تحمله معاني المواطنة، جدّد موقفه من الملكية ومن الملك ومن الدولة ومؤسساتها. أبو مريم اليوم يفكر في الانتماء إلى حزب سياسي يشترك معه في المرجعية وقد يترشح باسم هذا الحزب ليدق آخر مسمار في نعش فيزازي تسعينات القرن الماضي. الشيخ الفيزازي ربما تغير فيه كل شيء إلا اللسان السليط، وهو ما عبّرت عنه ردوده أو هجوماته على بعض خصومه من الذين يدّعون الخبرة في شؤون الجماعات الإسلامية.