8 مارس هو اليوم العالمي للمرأة، وهو اختزال لمسار رواية طويلة ذات أحداث متشابكة وشخوص متنافرة ومتقاربة أحيانا.. إنها رواية نساء ناضلن من أجل أن يكون لهن صوت في هذا العالم في كافة مجالات الحياة، لكن الطريق ما تزال طويلة وفيها كثير من «أصحاب الشوارب» الذين لم يستوعبوا أن رواية الإنسانية لا يمكن أن تكتب بصوت واحد.. فماذا تحقق وما لا لم يتحقق في الشأن الاجتماعي، تحديدا، ما يزال يثير القلق، فأغلب الأرقام التنموية المخجلة هي من نصيب المرأة، تماما كما هو الأمر بالنسبة إلى الأمية ووفيات الأمهات والهدر المدرسي.. وفق ما يقول الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري. أما الأستاذة الجامعية والباحثة في العلوم الإنسانية فاطمة الزهراء ازرويل فترى أن «هناك مسيرة طويلة وأشواطا كبرى قطعتها النساء المغربيات في العقود الأخيرة. أما الكاتبة والمناضلة ربيعة ريحان فترى أن «ظاهرة الاستلاب بالآخر والإحساس بالدونية ما يزال جاثما على صدور غالبية نسائنا».. في 1857، خرجت آلاف النساء إلى شوارع مدينة نيويورك للحتجاج على الظروف اللا إنسانية التي كن يُجبَرن على العمل فيها.. ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، فإن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، كما تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا، بعد سنتين على تلك المسيرة الاحتجاجية.. وفي 8 مارس من سنة 1908، عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر، من جديد، في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن، هذه المرة، قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود، في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود».. طالبت المسيرة، هذه المرة، بتخفيض ساعات العمل وبوقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. كانت مُظاهرات «الخبز والورود» بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولاياتالمتحدة، خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف، رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية، وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وكان اسم تلك الحركة «سوفراجيستس» (suffragists). وتعود جذورها النضالية إلى فترات النضال ضد العبودية من أجل انتزاع حق الأمريكيين السود في الحرية والانعتاق من العبودية. وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909. وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص ال8 من مارس كيوم للمرأة، في مؤتمر كوبنهاغن في الدانمرك، الذي استضاف مندوبات من سبعة عشر دولة. وقد تبنى المؤتمر اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي، بعد نجاح التجربة في الولاياتالمتحدة. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتمّ إلا سنوات طويلة بعد ذلك، لأن منظمة الأممالمتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977، عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.. الذي تحوّلَ، بالتالي، إلى رمز لنضال المرأة، تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ولتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي ما زالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم. كما أن الأممالمتحدة أصدرت قرارا دوليا، في سنة 1993، ينص على اعتبار حقوق المرأة جزءا لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان، وهو ما اعتبرته الكثير من المدافعات عن حقوق النساء حول العالم تنقيصا من قيمة المرأة، عبر تصنيفها خارج إطار الإنسانية. فاطمة الزهراء ازرويل : الثقافة الذكورية تطبع الواقع والتّصورات تميّز وتفرّق بين الذكر والأنثى في سؤالنا عن وضعية المرأة في المجتمع المغربي، قالت فاطمة الزهراء ازرويل: «مسيرة طويلة تلك التي قطعنا أشواطها، نحن النساء المغربيات، في العقود الأخيرة. أقول ذلك لأنني ساهمت فيها من موقعي كامرأة وكباحثة في الإنسانيات، أولت اهتماما كبيرا للمسألة النسائية في الواقع والتصورات على السواء. لقد شاهدت، ذات مساء، على إحدى القنوات المغربية، إحدى فتيات حركة 20 فبراير ترفض أن تجيب عن سؤال بشأن ما حققته النساء المغربيات، وتتعلل بكونها مواطنة وليست امرأة فحسب، خاطبتها في دواخلي بأنك -يا ابنتي- لا تعرفين النضال الذي خاضته النساء المغربيات قبلك والعوائق التي صادفنها منذ سبعينيات القرن الماضي».. وتتابع ازرويل: «الواقع أن تشكُّلَ الوعي النسائي في المغرب يعود إلى الفترة المذكورة، حيث وصل الجيل الأول من المغربيات اللواتي استفدن من التعليم بعد الاستقلال في المدن إلى الجامعات، واكتسبن قدرا من الوعي السياسي ومن المعرفة والاستقلال الذاتي. نشأ عن هذه العوامل إسهام نسائي متميّز في البحث العلمي النظري والميداني بشأن المرأة، وفي الإعلام وفي المجتمع المدني وثقافته بشكل عامّ. أدّى ذلك، أيضا، إلى نضالات نسائية ومكاسب، من أهمّها الحقوق التي نالتها المرأة في مدونة الأسرة وتواجدها بنسبة أكبر في البرلمان وفي المجالس التمثيلية ومراكز القرار، رغم التقلص العددي الذي عرفه التواجد النسائي في الحكومة الراهنة، وهو أمر أعتبره مسألة عابرة، لأنّ تطبيق الدستور سيفرض تواجد النساء في السلطة التنفيذية.. إنها مسيرة أربعة عقود تقريبا، دون أن ننسى إشكالية التغيير في أوضاع النساء بين النخبة والأغلبية.. والواقع أن هناك أسئلة كثيرة يجب طرحها ولا يسعها المجال هنا».. وحول ما إذا كانت ترى أن المرأة، سواء كانت مبدعة أو فاعلة ثقافية تلقى التقدير الجدير بها، قالت ازرويل: «كانت السلطة الثقافية، وما تزال، سلطة ذكورية بامتياز. هناك دراسة نشرتها في نهاية الثمانينيات وأعتز بها جدا حول «الإبداع النسائي في المجتمع العربي القديم»، تابعتُ فيها سير الشاعرات العربيّات والظروف التي واجهنها ومواقف الفاعلين الثقافيين منهن آنذاك (نقاد وشعراء). لكنّ مجتمعنا يتحوّل، ما في ذلك شكّ، وما أنا متأكدة منه هو أنّ المغاربة، على مختلف مستوياتهم، يُكنّون الكثير من الاحترام للمرأة المثقفة إذا لمسوا كفاءتها وجرأتها الفكريّة وصدقها. لقد نلت جائزة المغرب وقدرا كبيرا من التقدير من بنات وأبناء هذا الوطن، الذي أحمله بين الجوانح، نلت حبّ طالباتي وطلبتي إلى حدّ يبكيني، نلت اهتمام الإعلام السمعي والبصري والمكتوب.. أنا ممتنّة للجميع ولا أطلب مكافأة على ما قدّمته».. لكنها تعترف، في الآن ذاته، بشكل غير مباشر، بشن الحروب على المرأة أثناء وصولها إلى السلطة، وتتساءل: «متى تشكّل المثقفة خطرا حقيقيا على سلطة الرجال؟ متى تعامل بشكل خبيث ومنحطّ؟ يحدث ذلك حين تدخل مجال السلطة الفعليّة، أي تتحمّل المسؤوليّة في مركز قرار، ذلك ما عشته حين عُيّنتُ عميدة لإحدى الكليّات.. تتعرّض المرأة آنذاك لكلّ الضربات بدون رحمة، لمجرّد كونها امرأة «سطت»، في رأي بعض الرجال، على منصب ليس من حقها أن تصل إليه».. أما بخصوص الموانع الاجتماعية التي لم تجعل الرجل المغربي، إلى حد الآن، يتحرر من عقدة التفوق ويعترف للمرأة بمكانتها ومساواتها معه في الحقوق والواجبات، فقالت الأستاذة الجامعية ازرويل: «إنها الثقافة الذكوريّة والتصورات التي تلقّنها للرجل منذ ولادته عن «تميّزه» و»تفوّقه» على المرأة.. يتبادر إلى ذهني دائما أنّ أوّل رمز مجسّد لها في مجتمعنا هو عدد الزّغاريد الثلاثة التي يُستقبَل بها المولود الذكَر، في حين تستقبل الأنثى بزغرودتين فحسب!... لكنّ المسألة أخطر من مجرّد الزّغاريد، إذ إنّ الثقافة الذكوريّة تطبع الواقع والتّصورات، تميّز وتفرّق بين الذكر والأنثى، ترسم أدوار كلّ منهما وترسّخ دونيّة المرأة».. وعلى ذلك تقول: «في إطار سيادة هذه الثقافة، يعتبر خروج المرأة إلى المجال العامّ ومطالبتها بالمساواة اختراقا لعالم ما كان يجب أن تطأه الأقدام النّسويّة. بطبيعة الحال، أتحدّث هنا عن التصوّرات التي تسكن أغلبنا ولكنّها تدخل في إطار المسكوت عنه.. منذ سنوات عديدة، كتبت عمّا أسميته صراعا خفيّا بين النساء والرجال، وهو ذلك الذي تدور رحاه بشكل غير معلن في سائر المؤسّسات بشأن مراكز القرار، بما فيها الأحزاب السياسيّة.. مع التذكير هنا بأنّ أغلب المجتمعات المتقدّمة لم تتخلّص بعد من العقليّة الذكوريّة وما تزال تسنّ القانون تلو الآخر لمقاومة التمييز ضد النساء، كما هو الشّأن في فرنسا مؤخّرا، حيث يرفض القانون الجديد، الذي أقرّته الجمعيّة الوطنيّة، الذعيرة التي كانت تدفعها سائر المؤسسات العموميّة والخاصّة، إذا لم تحقّق المناصفة بين الرجال والنساء في مراكز المسؤوليّة، ويفرض عليها تطبيق المناصفة أو مواجهة الأحكام القضائيّة.. هل نتصوّر أنّ ذلك يحدث في فرنسا اليوم؟».. أستاذة باحثة في العلوم الإنسانيّة
د. حسن الطوالبة : المرأة العربية.. أفق الانعتاق تتحدد النظرة إلى المرأة العربية على ضوء المنطلقات التي يؤمن بها الفرد أو الحزب أو الاتحاد المعني بالمرأة ويؤمن بالدور المبدع والخلاق للإنسان ككل وأهميته في النهضة والتقدم والتجدد وتشغيل كل طاقات أبناء الشعب في تحقيق التغيير الشامل في المجتمع. ومن هذا المنطلق علينا أن نتجنب ميلين خاطئين: أولهما تحديد دور المرأة وحجمه في المجتمع بحساب التفكير البورجوازي الإقطاعي، الذي يركز على اعتبار أن دورها الأول والأخير هو البيت ومعاملتها معاملة ثانوية، بما يسلبها إنسانيتها ويفقدها روح الإبداع ويعطل طاقاتها الفكرية. وثانيهما اعتبار بعض المظاهر السطحية لما يسمى التطور في المجتمعات والدول المتقدمة في هذا المجال، وكأنه النموذج لحرية المرأة وتطورها. إن إسقاط هذين الميلين يعني تجاوز العقلية الإقطاعية البورجوازية الاستبدادية المتخلفة، كما هو رفض للإشكال الصورية والزائفة للتطور السطحي، الذي لا ينفذ إلى جوهر المسائل ويكتفي بالتعامل مع الظواهر الخارجية. إن الدور الصحيح للمرأة لا يتحقق بحركة عفوية أو عبر سياق الاستسلام لمسيرة الزمن وانتظار نتائج حركتها ودورانها، بل إن ذلك يقتضي تفاعل مجموعة من الشروط الذاتية والموضوعية وأن تلعب الأحزاب والمنظمات النسوية فيها الدور القائد، لكي تعطي المحصلة المحسوبة للحركة الكلية للمجتمع تحولا ثوريا ناضجا ونقلة شاملة لصالح هذا التوجه. لا بد من الاعتراف بأن للمرأة العربية دورا مهما في الانتفاضات العربية، فقد شاركت الرجل في التظاهر والاعتصام في الساحات العامة والشوارع وهتفت وشاركت في إصدار البيانات والنشرات المكتوبة ونظمت الشعر الحماسي وظهرت على شاشات التلفزيون، منددة بالدكتاتورية وبالحكام المتسلطين، الذين استأثروا بالسلطة هم وأبناؤهم وأقاربهم.. وبرزت وجوه نسائية في المجال الوطني وسطّرن صفحات مضيئة في سفر هذه الانتفاضات. وأعتقد أن الدور المُرتقَب للمرأة لن يكون على المدى القريب بحجم دورها في الانتفاضات، لأن نتائج هذه الانتفاضات جاءت لصالح القوى الدينية السياسية أو ما اصطلح على تسميته "الإسلام السياسي". فلهذه القوى والأحزاب نظرة خاصة إلى المرأة، نظرة سلبية، وخاصة دورها في البناء والنهضة والتقدم. لكنْ لا بد أن يشهد المستقبل دورا هاما للمرأة في المجالات السياسية، لاسيما أن الدساتير القديمة والجديدة منحت المرأة دورا في شتى المجالات. من المؤكد أن الدول التي شهدت انتفاضات شعبية ستشهد تغيرات اجتماعية تستهدف العادات والتقاليد الموسومة بالعشائرية والجهوية والدينية والطائفية، وإنْ شهدت البلدان التي سقط زعماؤها الكثير من الفوضى والفتن الطائفية والدينية، كما هو الحال في مصر والعراق واليمن وسوريا. أما عن السلطة الذكورية فلا أعتقد أنها ستنتهي في أمد قريب، لأنها عقلية قديمة متأصلة في العقول والنفوس، ما دامت الأنظمة السياسية لا تعتمد السلطة المدنية بالمعنى الإيماني، فالعقلية الذكورية مقترنة بالعشائرية في بعض البلدان، كما هي العقلية الطائفية في بلدان أخرى. إن تحقيق التحرر الكامل للمرأة ضرورة ثورية لدفع عجلة التقدم بطاقة مضاعفة. كما أن الواقع الذي يمر به المجتمع بعد الانتفاضات الشعبية وما يجابهه من تحديات مصيرية لا يسمح إطلاقا ببقاء الجماهير النسوية خارج حدود المهمات الوطنية والقومية التحررية، فهذه الظروف تتطلب مشاركتهن الفعالة في مواجهة هذه التحديات. كاتب ومفكر
ربيعة ريحان : الاستلاب والإحساس بالدونية يسيطران على غالبية نسائنا تقول الكاتبة والمناضلة ربيعة ريحان، متأملة وضع المرأة: «أعتقد أنني أعتبر، كغيري من المبدعات والمناضلات والقيادات النسائية، أن 8 مارس محطة لتقييم المسيرة النسائية على مختلف الواجهات والأصعدة. انطلاقا من هذه القناعة، فإننا مدعوات في هذه اللحظة المسماة 8 مارس، ولا أقول فقط يوم 8 مارس لإبراز ما تحقق وأنجز وتراكم من إبداعات نسائية في المجال الذي أشتغل فيه وكذلك ما انتُزِع بفضل النضالات النسائية من حقوق لتدعيم وترسيخ المساواة وثقافة النوع. وعلى خلاف النظرة غير المتسامحة مع حضور المرأة في الواجهات الإنتاجية والمجتمعية العمومية، فإن الفعل النسائي نجح في تحريك وبعث دينامية جديدة في نصف المجتمع، الذي عطّلته التقاليد والمعتقدات المحافظة والرجعية، والتي كانت بدورها عائقا ليس فقط أمام المرأة ولكنْ أمام المجتمع ككل.. وحول ما تحقق، تقول ريحان «إن ما تحقق إلى اليوم من مكتسبات وما تراكم من حقوق هام وأساسي، ومع ذلك لا يمكن اعتباره نهاية المطاف، لأننا في تقديري ما زلنا في لحظة التأسيس، وأعني بذلك أن مقاربة النوع هي أوسع وأكبر من أن تكون تشريعات وقوانين بل هي ثقافة وانفتاح، وهي تشرُّب بالقيّم الديمقراطية وكذلك نظرة مستقبلية، وأعتقد أنه من المفروض على المرأة المغربية اليوم، بل وعلى المرأة العربية عموما، طرح الإشكالية الثنائية التالية: العلاقة بين الأصولية والديمقراطية وبين التحديث والمحافظة، وفي النهاية، بين الديمقراطية والعقلانية، إننا -عبر هذه الثنائيات- يمكن أن نرسم معالم امرأة مغربية جديدة متحررة مجتمعيا واقتصاديا وسياسيا وسيكولوجيا». لكنها تستدرك بالقول إن «ظاهرة الاستلاب والإحساس بالدونية، اللذين تسلطا لعقود وأجيال، ما يزالان جاثمين على صدور غالبية نسائنا، حيث إنهن يشتغلن من خلال حضور الآخر في لا وعيهن، وهذا أخطر أنواع الاستلاب. عودا على بدء، لا بد أن نسجل في هذه المحطة أن أهم جبهة رافعة للتغيير وقائدة له في المجال النسائي هي الواجهة الثقافية، باعتبارها واجهة إستراتيجية ومؤسسة وشاملة لتعدد الفعل النسائي. وعلى ذلك، «للأسف، ما زالت هذه الواجهة في تقديري هشة وغير متماسكة، حيث نجحت النساء في تشكيل هيآتها المدنية في مختلف الواجهات، باستثناء الواجهة الثقافية، التي لم توفر إلى حد اليوم إمكانية للانعتاق النسائي، سواء على مستوى الهيكلة أو التنظيم أو الإنتاج.. ويعني تأخر الواجهة الثقافية تعثر قاطرة الارتقاء بالفعل النسائي وتوطين ثقافة المساواة في هذا المجال ودعوتنا متجددة إلى نساء المغرب ولمبدعاته، في مختلف المجالات والأجناس الأدبية والفكرية والفنية، إلى لبناء جبهة ثقافية نسائية قادرة على احتضان هذا الحلم الجميل. كاتبة وقاصة