كرس فريق الفتح الرياضي ريادته المؤقتة للترتيب العام للبطولة «الاحترافية» بعد تجاوزه عقبة النادي القنيطري برسم فعاليات الجولة التاسعة عشرة، والتي احتضنها المجمع الأميري بالرباط أول أمس (الاثنين) بداية من السابعة مساء. وحافظ فريق العاصمة بهذا الفوز على فارق النقاط الذي يفصله عن صاحب المركز الثاني المغرب التطواني والبالغ أربع نقاط، بعد فوز الأخير في قمة الدورة على الوداد الرياضي بهدفين لصفر. ويدين الفتح في فوزه إلى لاعبيه جمال التريكي، الذي وقع هدف السبق ست دقائق بعد صافرة البداية، وندامي أندري، الذي ضاعف الغلة في الدقيقة 54، خصوصا بعد الكم الهائل من المحاولات التي «تفنن» لاعبو الفتح في إضاعتها أمام استغراب واستياء مدربهم جمال السلامي، الذي لم يهدأ له بال طيلة دقائق المواجهة. ونجح اللاعب بلال بيات في تقليص الفارق في الدقيقة 77 مستغلا تباطؤ مدافعي ممثل العاصمة في ابعاد الكرة، وهو الهدف الذي نزل كقطعة ثلج على الطاقم التقني للفتح، مما جعل المدرب السلامي يستشيط غضبا مخافة تلقي هدف ثان يعيد المباراة إلى نقطة الصفر ويحكم على الفريق بتضييع فوز أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه محقق ومستحق بالنظر إلى السيطرة الكبيرة التي فرضها المحليون منذ بداية المباراة التي أدارها الحكم مصطفى عريش. وأعلن المهاجم البحري نفسه نجما فوق العادة بعدما تفنن في التلاعب بمدافعي الزوار وشكل على امتداد دقائق المباراة مصدر إزعاج المحليين، باعثا بذلك إشارات قوية على جاهزيته للناخب الوطني البلجيكي غيريتس، الذي أشركه خلال المباراة الودية الأخيرة أمام المنتخب البوركينابي، وذلك تحت أنظار مدير المنتخبات الوطنية ومدرب المنتخب الأولمبي، الهولندي بيم فيربيك، الذي تابع المباراة من المنصة الشرفية لمعاينة أولمبيي الفريقين خصوصا بلال بيات وأيوب بورحيم ونصير وسعدان والحلفي. وشهدت المباراة اقتلاع العديد من الكراسي إذ لم يتوان بعض المحسوبين على جمهور النادي القنيطري في اقتلاع الكراسي وإشعال الشهب النارية ورميها على الحلبة المطاطية مباشرة بعد تلقي فريقهم الهدف الثاني. أعمال الشغب انطلقت قبل بداية المباراة عقب تعرض مجموعة من السيارات لتهشيم زجاجها بحكم التنقل الكبير لجماهير «حلالة» والندية الكبيرة والتنافس الذي يخرج عن نطاقه الرياضي في بعض المناسبات مع جماهير العاصمة. وفي المقابل، نجحت الجماهير القنيطرية في إعادة الدفئ إلى مدرجات المجمع الأميري بالرباط بعدما تنقلت بأعداد غفيرة فاقت 3 ألاف متفرج رغم كون المباراة تمت برمجتها خارج أيام العطلة الأسبوعية وخلال الفترة المسائية في ملعب يخلق مشاكل كبيرة لقاصديه من أجل متابعة المباريات نتيجة قلة وسائل النقل قبل المباريات وانعدامها بعد نهايتها إذ يعمد أرباب الحافلات وسيارات الأجرة الكبيرة إلى تغيير المسار بالمرور من الطريق الشاطئية لتفادي الرشق بالحجارة الذي يتعرض له كل من ساقته الظروف والقدر إلى المرور بالمحاذاة من الملعب. ورغم خسارة الفريق القنيطري فإن ذلك لم يمنع لاعبيه من تلقي التحية من طرف الجماهير التي تكبدت عناء السفر ومشاق التنقل في منظر يتم تسجيله فقط عند التتويج بالألقاب أو تحقيق نتائج إيجابية.