انتزع فريق الفتح الرياضي صدارة المجموعة الثانية من نادي الصفاقسي التونسي بعد التغلب عليه وبحصة هدفين لواحد مساء أمس الأحد بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط لحساب الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات الخاصة بمسابقة كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم وبالتالي سيواجه أواخر هذا الشهر في دور الصف النهائي الاتحاد الليبي المحتل للمركز الثاني ضمن المجموعة الأولى بينما سيلاقي الصفاقسي متصدر المجموعة الأولى الهلال السوداني. وتميزت المباراة التي قادها طاقم تحكيم من إريتيريا بقيادة الحكم أيوب إمانويل بحضور جماهير مكثف فاق العشرة آلاف متفرج بعد غياب طويل جاءت لمساندة ودعم الفريق الرباطي في هذا العرس الإفريقي، في الموعد حيث ظلت طيلة أطوار المباراة تشجع بشتى أنواع التشجيع من لافتات وتيفو جميل أبدعته أيادي الجمعية الرياضية لأنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي لتحفيز اللاعبين على العطاء أكثر بل ساهمت في فوز الفريق. وبالعودة الى فصول المباراة فقد عرفت منذ بدايتها اندفاعا بدنيا للعناصر الفتحية في محاولة منها لتسجيل هدف السبق حيث خلقت مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل بواسطة كل من رشيد روكي ومحمد الزويدي وهشام الفاتحي الذي كادت رأسيته أن تخدع الحارس التونسي الراتولي لولا أنها مرت فوق العارضة، بالمقابل اكتفى لاعبو الصفاقسي بالركون الى الدفاع والاعتماد على المرتدات المضادة التي أثمرت عن ضربة جزاء بعد خطأ فادح للاعب دانييل مونشاري استغله اللاعب كلبي فخر الدين وتوغل داخل مربع العمليات ليتم إسقاطه من طرف الحارس عصام بادة، ضربة الجزاء نفذها بنجاح اللاعب التونسي الدريبي لسعد مانحا التقدم لصالح فريقه في الدقيقة 29. وفي الجولة الثانية تحركت العناصر الفتحية بحثا عن إدراك التعادل مستغلة العياء الذي أصاب لاعبي الصفاقسي الذي غاب عنه خمسة عناصر أساسية احتفظ بها المدرب بيير لوشانتر لمباراة الترجي برسم الدوري التونسي، وقد خق لاعبو الفتح عدة فرص للتسجيل أثمرت إحداها عن هدف التعادل في الدقيقة 61 عن طريق المارد هشام الفاتحي بعد تلقيه لتمريرة محكمة من زميلة رشيد روكي هدف أعاد المباراة الى نقطة البداية. ومع مرور الدقائق تحرر لاعبو فريق الفتح من الضغط الذي لازمهم منذ البداية وواصلوا هجوماتهم المكثفة على مرمى الحارس الراتولي عبد الرؤوف الذي عاش لحظات حرجة أمام المد الهجومي للعناصر الفتحية، وانتظر الجمهور الى حدود الدقيقة 75 التي أعطت هدف الامتياز لأشبال المدرب الحسين عموتة من ضربة خطأ ومحمد بنشريفة بذكائه يخدع الجميع ويترك الكرة لجمال التريكي الذي سدد بقوة مفاجئا الحارس التونسي بهدف ولا أروع هز جنبات الملعب وألهب حماس الجماهير الحاضرة التي احتفلت بفوز فريقها المفضل في هذا العرس الافريقي. وبهذا الفوز يكون فريق الفتح قد رد دين مباراة الذهاب التي خسرها بثلاثية نظيفة وتزعم المجموعة الثانية عن جدارة واستحقاق وقدم الدليل للمشككين في قدرات لاعبيه بأنه يستحق تمثيل المغرب في هذه المسابقة الإفريقية رغم ضغط المباريات باعتباره ينافس على الواجهات الثلاث (البطولة الوطنية وكأس العرش وكأس الاتحاد الافريقي). للإشارة فقد توصل لاعبو الفتح بجميع مستحقاتهم التي كانت عالقة بذمة المكتب المسير والمتمثلة أساسا في منح التوقيع ومنح المباريات بما فيها البطولة وكأس العرش وكذا منحة التأهل الى دور النصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الافريقي وهوما كان له الأثر الكبير على أداء اللاعبين الذين شرفوا الكرة المغربية بوصولهم الى المربع الذهبي من هذه المسابقة الإفريقية. تصريحات الحسين عموتة مدرب فريق الفتح الرياضي فوزنا كان مستحقا وسنواجه الاتحاد الليبي بدون مركب نقص أبدى الحسين عموتة مدرب فريق الفتح الرياضي سعادته بهذا الفوز الذي خول لفريقه تصدر المجموعة الثانية وقال في تصريح ل«العلم»: أظن أن جميع اللاعبين قاموا بأحسن مباراة في هذه المشاركة الإفريقية رغم أن الخصم قوي ومتعود على لعب مثل هذه المباريات، والحمد لله تحكمنا في أطوار اللقاء منذ البداية وخلقنا عدة فرص سانحة للتسجيل أثمرت عن هدفين كانا كافيين لنا لتصدر المجموعة. وأضاف عموتة: إن شاء الله هذا الفوز وخاصة على فريق الصفاقسي سيعطينا الثقة في النفس على أن الفتح محتاج إليها من أجل خوض اللقاءات القادمة بمعنويات مرتفعة، مشيرا بأنه رغم تلقي فريقه لهدف مباغث وضد مجرى اللعب فإنه استطاع تدارك الموقف وخلق الفارق. وعن مباراة الفتح القادمة ضد الاتحاد الليبي أكد عموتة بأن فريقه يلعب مباراة بمباراة وتفكيره الآن منصب على مباراة النادي القنيطري التي سيجريها غدا الأربعاء وقال عندما يصل موعد لقاء الفريق الليبي سوف نتعامل معه وسنعد له العدة للفوز فيه، واعتبر أن ضغط المباريات ولد العياء لدى بعض اللاعبين على اعتبار المنافسة على ثلاث واجهات. وختم تصريحه بتقديم الشكر للجماهير الرباطية والمغربية التي ساندت الفريق في مشواره الإفريقي وتمنى أن ينجح في هذه المهمة حتى يشرف الفريق الرباطي الكرة القدم المغربية. بيير لوشانتر مدرب فريق الصفاقسي التونسي الفتح يستحق الفوز اعتبر بيير لوشانتر مدرب الفريق الصفاقسي التونسي أن فوز الفتح الرياضي كان مستحقا لأنه قدم عرضا جيدا وداخل رقعة الملعب وقال ل «العلم» رغم تغلبنا عليه في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة كنا نعلم أنه فريق كبير وبإمكانه قلب النتيجة لصالحه في أية لحظة وهذا ما حدث. نحن خلقنا مجموعة من الفرص أثمرت عن ضربة جزاء أعطتنا هدفا، لكن رجوع اللاعبين إلى الوراء فتح المجال أمام الفريق الرباطي الذي ضغط بكل ثقله من أجل الوصول إلى الشباك وتحقق له ذلك في مناسبتين، وأضاف بيير: أهنئ الفتح على هذا الانتصار وتصدره للمجموعة. وبالنسبة للمباراة القادمة ضد الهلال السوداني أكد لوشانتر: نحن الآن تنتظرنا مباراة هامة على مستوى البطولة أمام الترجي التي يجب أن نحقق فيها نتيجة إيجابية ومن تم سنفكر في لقاء الهلال. عصام بادة أظن أن فوزنا على الصفاقسي التونسي كان مستحقا وبالتالي تمكنا من رد دين الذهاب وإعادة الاعتبار للكرة المغربية على الواجهة الإفريقية بحكم أن الفتح هو الفريق المغربي الوحيد الممثل في هذه المسابقة، والحمد لله جميع اللاعبين كانوا في الموعد وحققوا الأهم الذي انتظره الجمهور الرباطي خاصة والمغربي عامة، كما أن وصولنا إلى المربع الذهبي هو في حد ذاته إنجاز تاريخي للفريق، أتمنى أن نقدم عرضا أحسن أمام نادي الاتحاد الليبي ولم لا الفوز باللقب. هشام الفاتحي: أعتقد أن انتصارنا على نادي الصفاقسي التونسي لم يأت عن طريق الصدفة بل نتاج عمل جبار قامت به جميع مكونات الفريق من مكتب مسير وطاقم تقني وطاقم طبي وإداري، الحمد لله لم نخيب ظن الجماهير الرياضية التي آزرتنا في هذه المواجهة الإفريقية، وكانت نعم السند حيث أعدنا الاعتبار لمباراة الذهاب وبالتالي انتزاع الصدارة من فريق تونسي كبير ومتمرس وهذا ليس بالأمر السهل. وقال الفاتحي إن مواجهتنا القادمة أمام الاتحاد الليبي سنسعى من خلالها إلى الفوز خصوصا أن مباراة الإياب ستكون هنا بالرباط وهذا مؤشر طيب سيساعدنا على التأهل إلى النهاية. محمد بنشريفة اعتبر العميد محمد بنشريفة فوز فريقه على الصفاقسي بالمستحق وقال إننا قدمنا عرضا جيدا داخل رقعة الميدان رغم تلقينا لهدف عن طريق ضربة جزاء، وبالمناسبة أهنئ اللاعبين الذين بذلوا مجهودات جبار من أجل الرجوع في النتيجة والحمد لله استطعنا تدارك الموقف وخلقنا الفارق وهذا نتاج اللعب الجماعي وتعليمات المدرب وتظافر جهود المكتب المسير والمساندة المكثفة للجماهير الرباطية، آمل أن نبقى محافظين على هذه الروح الجماعية والقتالية من أجل مواصلة المشوار بنفس الرغبة والعزيمة حتى نشرف الكرة المغربية أحسن تشريف.