كشفت لائحة المستفيدين من مأذونيات النقل التي أعلنت عنها وزارة النقل والتجهيز وجود أسماء أزيد من 50 رياضيا. القاسم المشترك بين المستفيدين من هذا الريع الرياضي، هو أن الأسماء الواردة هي لرياضيين باتوا أثرياء، بل إن منهم من استفادوا من هذه الرخص بعد أن أنهوا مسارهم الرياضي، وجمعوا الكثير من الأموال. المتتبع للائحة، سيجد أسماء لرياضيين بارزين كنور الدين النيبت ونوال المتوكل وعزيز بودربالة وبادو الزاكي وعزيز داودة وجمال فتحي وامحمد فاخر وجواد غريب وغيرهم.. إذا كان الحصول على هذه الرخص يكرس اقتصاد الريع، وينخر المغرب اقتصاديا واجتماعيا، ويكرس عدم تكافؤ الفرص، إلا أن مظاهر الريع الرياضي لا تقف هنا فقط. عدد من الرياضيين المستفيدين من «كريمات» النقل، هم موظفون أشباح في وزارة الشباب والرياضة، يحصلون على رواتب شهرية وعلى مجموعة من الامتيازات دون أن يزاولوا عملهم، وفي الوقت نفسه لا يترددون في التباكي احتجاجا على وضعيتهم المادية المزرية، بل إن منهم من لديه رخصا للصيد في أعالي البحار. من مظاهر الريع الرياضي، تحول عدد من العدائين إلى مجال التنظيم، فالبطل الأولمبي هشام الكروج مثلا استفاد من هكتارات «صوديا» و»سوجيطا»، كما أنه تحول إلى منظم، وحصل على مبلغ ربع مليار من وزارة الشباب والرياضة لتنظيم ملتقى طنجة لألعاب القوى، دون أن يقدم الحساب المالي، ولما واجهه الصحفيون بالأسئلة في آخر ندوة عقدها لملتقى طنجة، أشهر في وجههم حصوله على الرعاية السامية، علما أن الرعاية الملكية تفرض عليه أن يقدم الحساب وأن يحترم القانون. بعض الجامعات الرياضية، أصبحت هي الأخرى تدخل في إطار «الريع الرياضي»، فجامعة كرة القدم مثلا أسندت لعلي الفاسي الفهري، دون انتخابات، والرجل إلى اليوم وبعد مضي ما يقارب الثلاث سنوات لم يعقد أي جمع عام، ولم يقدم الحساب المالي، علما أن ملايير كثيرة تصرف دون حسيب أو رقيب. مجموعة من المدربين في عدد من المجالات وخصوصا كرة القدم وألعاب القوى، هم موظفون أشباح، إذ يستفيدون من أجورهم من طرف وزارة الشباب الرياضة، ومع ذلك يحرصون على مواصلة التدريب، بل إن منهم من يتقاضى حوالي عشرة ملايين سنتيم شهريا. من مظاهر الريع الرياضي عدم أداء الرياضيي للضريبة، مع أن موظفين بسطاء تقتطع مباشرة من أجورهم.