شهد المستشفى الإقليمي لمدينة انزكان، صباح يوم الثلاثاء الماضي، وقفة احتجاجية نظمتها الأطر الطبية العاملة بدعوة من النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، فرع انزكان أيت ملول، للتنديد بما أسماه البيان الصادر عن النقابة «المضايقات والتعسفات» التي تتعرض لها الأطر الطبية داخل المستشفى من طرف المدير. جاء ذلك على خلفية تعرض الطبيبة الأخصائية في الأشعة (أ.س) ل«إهانة» من طرف مدير المستشفى أمام المواطنين وبعض الممرضين، بعد أن رفضت تسلم دفعة من الأفلام الخاصة بالتصوير الإشعاعي بحكم أنها ليست المخولة لذلك، كما طالبت باحترام وتطبيق المساطر الإدارية في تسليم المواد الطبية والتقنية، وذكر بيان النقابة أن المدير قام بإدخال هذه المواد الطبية ضدا على إرادتها ودون موافقتها، حسب تعبير البيان الصادر عن النقابة. كما وصف البيان ما تعرض له الصيدلاني المسؤول عن صيدلية المستشفى بالمضايقات والاستفزازات جراء رفضه مسايرة المدير في طريقة تدبيره للمستشفى، مما عرض هذا الصيدلاني لما اعتبرته نقابة الأطباء بالانتقام. في المقابل، وفي معرض رده على بيان النقابة، أكد مدير المستشفى، في اتصال مع «المساء»، أن هذا التحرك يأتي في إطار المحاولات الهادفة إلى وقف مسلسل الإصلاح الذي يقوده داخل المستشفى، واصفا ذلك بجيوب المقاومة التي ترفض التغيير، وشدد على أن هناك رغبة لتقويض جهود التغيير داخل المستشفى من طرف بعض الأطراف التي لم يرقها إحداث التغيير وأجواء المراقبة والمحاسبة التي بدأت داخل المستشفى من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. وفي الوقت الذي نظمت الأطر الطبية وقفتها الاحتجاجية على الأوضاع داخل المستشفى، صباح يوم الثلاثاء لمدة ساعة تقريبا، من العاشرة صباحا إلى الحادية عشرة، قامت فعاليات من المجتمع المدني، من جمعيات وغيرها، بتنظيم وقفة أخرى أمام البوابة الرئيسية للمستشفى الإقليمي، رفعت خلالها شعارات منددة بتردي الخدمات داخل المستشفى، كما تم التنديد بتوقف المركب الجراحي داخل المستشفى وتغيب بعض الأطباء، وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المستشفى. مصادر متتبعة للملف أكدت ل«المساء» أن الأطباء ومدير المستشفى دخلوا في ما يشبه لعبة التحدي، ففي الوقت الذي يصر المدير على ضرورة تغيير الأوضاع بطريقته الخاصة، تصر النقابة على المضي في التصعيد من أجل المطالبة بتحسين ظروف الاشتغال وتوفير المعدات اللازمة للعمل، مهددة في بعض الأحيان بالتوقف النهائي عن العمل والمطالبة برحيل المدير.