أبدى رشيد الطوسي سعادته بتتويج فريق المغرب الفاسي بالكأس الإفريقية الممتازة على حساب الترجي التونسي. وقال الطوسي ل«المساء» إن اللاعبين تعاملوا مع المباراة بذكاء رغم صعوبتها، مشيرا إلى أن الفوز جاء في وقت مناسب ليرسم الفرحة على وجوه المغاربة. وأبرز الطوسي أن فوز الماص هو دليل على أن اللاعب المحلي موهوب ويستحق مكانته بالمنتخب الوطني. - قبل التوجه إلى تونس، بدوت واثقا من إمكانية فوز المغرب الفاسي بلقب الكأس الممتازة أمام الترجي، ما السبب الذي دفعك إلى ذلك؟ عقب فترة توقف البطولة الوطنية، خضنا مباراتين أمام فريقي الرجاء البيضاوي وأولمبيك أسفي، وقدم الفريق عروضا جيدة، بل اتضح أن اللاعبين بلغوا مرحلة مهمة من النضج. أداء الفريق في مباراتي الرجاء وأولمبيك أسفي زرع فينا الثقة بإمكانية العودة باللقب من تونس، علما أن الأداء الذي قدمناه أمام النادي الإفريقي التونسي في نهائي الكاف، دفعني إلى أن أؤكد للاعبين أن علينا الثقة في إمكانياتنا، وأنه لو تفادينا الأخطاء الدفاعية وتعاملنا بحرفية مع الكرات الثابتة للفريق التونسي، وتحلينا بالفعالية الهجومية، فإنه يمكن أن نعود باللقب رغم قوة الترجي. استوعب اللاعبون الرسالة ونجحوا في تقديم مباراة جيدة، بل وتمكنوا من انتزاع اللقب في ظرفية مهمة بالنسبة للكرة المغربية. - لكن المغرب الفاسي تلقى هدفا في اللحظات الأخيرة من المباراة، هل كنت تتوقع هذا السيناريو؟ المدرب والفريق من المفروض أن يكونا جاهزين لمختلف السيناريوهات، لكن بالنسبة لخط سير المباراة، فلم أتوقع شخصيا أن تهتز شباكنا في اللحظات الأخيرة، وعلى مقربة من إطلاق الحكم لصافرة النهاية، لذلك جاء الهدف في وقت قاتل بالنسبة لنا. - ألم تشعر بالإحباط بعد هدف التعادل؟ مثل هذه الأهداف تكون محبطة للجميع، لكن هذه هي كرة القدم، علينا أن نتعامل معها إلى اللحظات الأخيرة، لأن العبرة في النهاية بالخواتيم. - كيف تعاملت مع اللاعبين بعد هذا الهدف واللجوء إلى الضربات الترجيحية؟ تحدثت مع اللاعبين، وقلت لهم إن اللقب مازال ملعوبا، وأن عليهم التركيز أثناء تنفيذ الضربات الترجيحية، وفعلا نجحوا في المهمة بتفوق، علما أننا في الحصص التدريبية التي سبقت المباراة تدربنا على الضربات الترجيحية، ووضعناها في الحسبان. - في الشوط الثاني أصبح الفريق التونسي أكثر سيطرة رغم لعبه بعشرة لاعبين؟ كان طبيعيا أن يرمي الفريق التونسي بثقله في الشوط الثاني بحثا عن هدف التعادل، إذ لعب باندفاع كلفه طرد لاعبه الطراوي، بالنسبة لنا نحن، جاءت إصابة الحارس أنس الزنيتي في وقت غير مناسب، بالطبع لدينا حارس بديل جيد هو اسماعيل كوحا الذي قدم مباراة جيدة لكن إصابته هو الآخر بعد دخوله، جعلت الشك يتسلل إلى اللاعبين بل وينتابهم الخوف، وهو ما أثر على أدائهم نوعا ما في الشوط الثاني. - ما الذي يعنيه لك هذا اللقب؟ إنه لقب جاء في توقيت جيد خصوصا بعد إقصاء المنتخب الوطني في نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية، فقد كنا نعرف أن مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا، وأن علينا أن نراهن على الظفر باللقب، لإسعاد الشعب المغربي. كان اللاعبون يعرفون أن الأنظار مسلطة عليهم، وأنهم لا يمثلون المغرب الفاسي وإنما الكرة المغربية، وأيضا اللاعب المحلي الذي عليهم أن يثبتوا أنه جدير بحمل قميص المنتخب الوطني، وقد كانوا فعلا في الموعد وأكدوا أحقيتهم بالتتويج. - الفوز على الترجي بعد خسارة المنتخب الوطني أمام المنتخب التونسي في الغابون، ماذا يعني لك؟ يعني أن كرة القدم المغربية بخير، وأن اللاعب المغربي المحلي يملك مؤهلات كبيرة تخول له اللعب للمنتخب الوطني، وأن هناك لاعبين يجب أن ينالوا فرصتهم. إنه فوز ليس للطوسي أو للاعبي الماص فقط، إنه فوز لجميع المدربين المغاربة وأيضا للاعب المحلي. - هذه ثالث مباراة تجمع بينك وبين مدرب الترجي ميشيل دوكاستل بعد أن واجهته سابقا وهو مدرب للوداد؟ فعلا إنها المباراة الثالثة والحمد لله أن التفوق دائما حليف فريق المغرب الفاسي، فكما أن الفرق تهيء لبعضها البعض، فإن المدربين أيضا يعرفون نقاط بعضهم ويشتغلون عليها. - بعد لقب «السوبر» سيدخل المغرب الفاسي غمار عصبة الأبطال، هل مازالت شهيتك مفتوحة للألقاب؟ بالطبع لا يمكن لشهية الألقاب إلا أن تكون مفتوحة دائما، وأعتقد أن من حق «الماص» بالنظر إلى ما قدمه أن يلعب منافسة عصبة الأبطال الإفريقية. وأود أن أقول إن تتويجي هو استمرار لعمل المدربين المغاربة الذين حققوا إنجازات كبيرة، وأكدوا أحقية المدرب المغربي في أن تتاح له الفرصة كاملة، كما أن الفوز هو تتويج لفريق عمل من مسيرين وإداريين وطاقم تقني ولاعبين.