خاضت فعاليات حقوقية وسلفية صبيحة أمس الأربعاء بالرباط إضرابا جماعيا رمزيا عن الطعام في معتصم دام يوما كاملا من التاسعة صباحا إلى الخامسة زوالا. وعرف المعتصم، الذي دعت إليه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان «من أجل إنقاذ حياة المعتقلين المضربين عن الطعام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين»، حضورا لافتا للسلفيين، إلى جانب عشرات المناضلين الحقوقيين، ورفعت في مستهله شعارات تطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم رشيد نيني، الرئيس المؤسس لجريدة «المساء»، بالإضافة إلى وضع حد لمأساة المعتقلين المضربين عن الطعام في عدد من السجون المغربية. وقالت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن هذا الإضراب الجماعي الرمزي عن الطعام يأتي «احتجاجا على إهمال المعتقلين السياسيين وضحايا المحاكمات غير العادلة في السجون المغربية، بالموازاة مع تجاهل الإضراب عن الطعام الذي يهدد حياة بعض السجناء، أو على الأقل أوصل الحالة الصحية لفئة منهم إلى مستويات حرجة». وحملت الرياضي مسؤولية هذه الانتهاكات لجميع الهيئات الحكومية المعنية بالشأن الحقوقي. ووجهت الناشطة الحقوقية أيضا انتقادات للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وتساءلت عن الأسباب التي تحول دون تنفيذ كثير من تعهدات المجلس في اللقاءات التي يعقدها مع المعتقلين السياسيين أو المضربين عن الطعام. وأدانت الرياضي «استمرار ممارسة التعذيب على بعض المعتقلين المضربين عن الطعام»، وسردت، في هذا السياق، حالة المعتقل عز الدين الروسي، أحد معتقلي نضالات الطلبة في مدينة فاس، الذي دخل إضرابه عن الطعام شهره الثالث، ومع ذلك لا تزال سلطات سجن فاس تصر على تصفيد يديه. وأثيرت أثناء الإضراب الجماعي الرمزي عن الطعام أيضا حالة عبد الصمد بطار، المعتقل على خلفية تفجيرات مقهى أركانة بمدينة مراكش، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ 23 يوما، ويوجد حاليا، وفق إفادة مصادر حقوقية، في حالة صحية حرجة. أكثر من ذلك، أفاد أفراد أسرته أنه حضر يوم الاثنين الماضي إلى آخر جلساته محاكمته استئنافيا، بعد إدانته في حكم ابتدائي بأربع سنوات حبسا نافذا، في «حالة يرثى لها». وفي موضوع ذي صلة، كشف أقارب بطار عن تعرض زوجته وابنه زياد، الذي لم يتجاوز عمره بعد 10 أشهر، ل«لاعتقال التعسفي بتهمة سب وقذف حراس سجن سلا 2». وقالت سناء بطار، أخت عبد الصمد، إنها قضت برفقة أقارب لها، ضمنهم الرضيع زياد، نحو 10 ساعات في ضيافة أمن سلا قبل أن يطلق سراحهم في انتظار عرضهم على أنظار القضاء. ومن المنتظر أن يسلم منظمو هذا الإضراب الجماعي الرمزي عن الطعام، قبل اختتام معتصمهم في الخامسة مساء، رسالة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان تطالبه بالتدخل العاجل من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووضع حد للتجاهل الذي يلقاه المعتقلون المضربون عن الطعام، رغم التدهور الكبير للحالة الصحية لبعضهم.