أعادت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي تركيز حملتها لانتخابات الرئاسة على قضية الهجرة متهمة الرئيس نيكولا ساركوزي بالرضوخ لضغوط المسلمين بشأن كيفية ذبح الماشية للحصول على لحومها وذلك في محاولة منها لإحباط محاولاته لاجتذاب أنصارها. وأثارت مرشحة الجبهة الوطنية جدلا جديدا حول انتشار اللحوم المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية والمعروفة اختصارا باسم «اللحوم الحلال». وأكدت لوبان اعتزامها التقدم بشكوى قضائية ضد انتشار اللحوم «الحلال» فى الأسواق الفرنسية وخاصة في منطقة إيل دو فرانس بضواحي باريس والتي لا تبيع «سوى هذا النوع من اللحوم» كما يتم ذبح الماشية في مذابح «حلال» أيضا. واعتبرت المرشحة الرئاسية - التي تحتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات - هذا الأمر نوعا «من الغش للمنتجات». ومن جانبها نفت الوزارة المسئولة عن الأغذية ما جاء في تصريحات لوبان بقولها إن اللحوم التي يتم بيعها في فرنسا وخاصة بمنطقة إيل دو فرانس تأتي من المذابح في كافة أنحاء الدولة، وفي نفس السياق وصفت المؤسسة الوطنية للحوم تصريحات المرشحة الرئاسية بأنها «خاطئة ولها بعد سياسي». ونفت الرابطة الرئيسية لصناعة اللحوم هذه المزاعم قائلة إن الغالبية العظمى من اللحوم في باريس ليست مذبوحة على الطريقة الإسلامية لكن الواقعة توضح أن لوبان تحاول كسب أصوات الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. ويرى معظم المحللين أن برنامجها الاقتصادي ليس جديرا بالثقة ويشككون في استراتيجية التحول من القضية الجوهرية للحزب. وتمثل الانتقادات الموجهة لسياستها الاقتصادية فرصة لساركوزي لجذب أصوات الجناح اليميني مثلما فعل في عام 2007 عندما خاض الانتخابات مستندا إلى موقف قوي بشأن الأمن والهجرة. وكانت تصريحات مارين لوبان في حديث بثه التليفزيون الإسرائيلي قد أثارت جدلا آخر في وسائل الإعلام الفرنسية حيث أكدت أن لدى الإسرائيليين فكرة خاطئة عن جان ماري لوبان والدها الزعيم السابق للحزب اليميني المتطرف. وقالت: «بالتأكيد هناك معاداة للسامية في فرنسا وهي غالبا نتيجة التطرف الإسلامي لكن ليس هناك معاداة للسامية في الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف)».