شهدت منطقة «تاكاديرت» في جماعة «الدراركة» -شرق مدينة أكادير حالة استنفار أمنية على مدى اليومين الماضيين، حيث شهدت المنطقة أعمال شغب وتبادل للرشق بالحجارة بين مئات الشبان وقوات الأمن. وقد بدأت شرارة الأحداث بعد أن باشرت السلطات عملية هدم 86 منزلا عشوائيا في المنطقة، وهي المنطقة التي سبق أن شهدت عملية هدم في أبريل من السنة الماضية، حيث أقدم أصحاب المنازل إلى إعادة بنائها مرة أخرى، وهو ما حذا بالسلطة إلى مباشرة عملية الهدم من جديد، من أجل تحرير ملك الدولة، الذي تم الترامي عليه في المنطقة.
وأثناء عملية الهدم، تحت حراسة أمنية مُشدَّدة، قام مجموعة من الشباب برشق قوات الأمن بالحجارة، ما نتج عنه إصابة أحدهم بجروح خفيفة، كما تحركت جموع من الشباب نحو الطريق الوطنية رقم 8، الرابطة بين أكادير ومراكش، عند ملتقى الطرق «تكاديرت»، مما تسبب في عرقلة حركة السير في أهم محور طرقي في المدينة، مما دفع قوات الأمن إلى تعزيز صفوفها بأعداد كبيرة، حيث شهدت المنطقة إنزالا أمنيا غير مسبوق، خاصة بعد أن راجت أخبار عن احتمال وصول المحتجين إلى محطتي البنزين المتواجدتين في المنطقة، مهددين بإحراقها..
وبعد تحرير الطريق الوطنية من اعتصام المحتجين، تحركت جموع الشباب نحو التجمع السكني تكاديرت، حيث أغلقوا الطريق الرابطة بين تكوين وتكاديرت في اتجاه تماعيت بالحجارة، كما أشعلوا النار في بعض الإطارات المطاطية، لينتقلوا بعد ذلك إلى إشعال النيران في بعض العربات الخاصة بباعة الخضر قرب مدرسة واد سوس.
وتحدثت شهادات متطابقة لبعض السكان عن تعرض بعض السيارات للرشق بالحجارة من طرف الشبان الذين ذكرت بعض المصادر أن أغلبهم من القاصرين، كما أن بعضهم قادم من منطقة تكوين بعد أن استهوتهم عملية الكر والفر مع قوات الأمن التي حلت بالمنقطة.
كما أن مقر قيادة الدراركة، تعرض بدوره لهجوم من طرف الشبان الغاضبين، حيث عاشت منطقة جماعة الدراركة حالة طوارئ منذ مساء يوم الجمعة، إذ أغلقت العديد من الدكاكين والمحلات التجارية أبوابها، كما تم إغلاق الطريق وقامت قوات الأمن بتطويق كل من مقر الجماعة القروية الدراركة ومقر القيادة ومقر مركز الدرك الملكي خوفا من تعرضها لهجوم المحتجين.
وذكرت مصادر مطّلعة أن عدد المعتقلين على خلفية هذه الأحداث بلغ مساء يوم الجمعة 46، فيما تم اعتقال 17 شابا يوم السبت، وينتظر أن يتم تقديم المتورطين في أعمال التخريب أمام وكيل الملك لدى ابتدائية أكادير صباح غد الاثنين بعد استكمال عملية التدقيق في المتورطين الحقيقيين في الأحداث. وذكر شهود عيان أن هدوءا مشوبا بالحذر قد شهدته المنطقة صبيحة أمس الأحد، مع تواجد أعداد هائلة من مختلف أنواع قوات الأمن، من درك وقوا مساعدة.