قال مسافرون كانوا على متن باخرة كوماريت في ميناء الجزيرة الخضراء نهاية الأسبوع الماضي إن عشرات السيارات تضررت من جراء الاهتزاز القوي للباخرة، وإن مئات الركاب ظلوا أكثر من عشر ساعات على متن السفينة في ظروف سيئة جدا. وأضاف عدد من الركاب اتصلوا ب«المساء» من أجل سرد معاناتهم، أن الباخرة، التي انطلقت من ميناء طنجة مساء الجمعة الماضي، ظلت لأكثر من 10 ساعات، وليس 5 ساعات كما قيل، وهي تحاول الرسو في الميناء الإسباني، وهو ما أدى إلى حالات رعب وفوضى داخل «كوماريت». وأضاف الركاب أن حالات الإغماء وهستيريا جماعية عمت الباخرة، وأن عشرات الركاب كانوا يطلبون الطبيب، غير أن طاقم الباخرة أخبرهم بأنه لا يوجد أي طبيب مختص يرافق الركاب رغم أن عدد المسافرين كان يفوق ال300. ووصف الركاب انعدام الأدوية في باخرة تنقل مئات الركاب بأنه «فضيحة»، وطالبوا الجهات الوصية ب«محاسبة كوماريت» على «استهانتها بحياة وسلامة مئات الركاب»، حسب قولهم. وكانت رياح قوية هبت على مضيق جبل طارق خلال نهاية الأسبوع الماضي، وصلت سرعتها إلى أزيد من 80 كيلومترا في الساعة، أدت إلى جنوح سفن ووقوع حوادث في مضيق جبل طارق، أسوؤها ما تعرضت له باخرة كوماريت. وحسب شهادات المسافرين، فإن عددا من الركاب الذين كانوا يتوفرون على أقراص عادية مثل أقراص مقاومة الدوار أو آلام الرأس تقاسموها قطعا صغيرة مع عدد من الركاب، وأن الباخرة لم تكن تتوفر على أي نوع من الأدوية، وأن حالة الأطفال كانت مزرية، خصوصا في ظل غياب مشرفين اجتماعيين يمكن أن يهدئوا من روعهم». وقال راكب اتصل ب«المساء» من فرنسا إنه كان يرافق أطفاله، وإن أحدهم يعاني من مرض الربو، وكانت حالته خطيرة على ظهر الباخرة التي لم تكن تتوفر على أدوية. واستغرب الركاب عدم قدرة الباخرة على الرسو في الميناء، في الوقت الذي استطاعت فيه بواخر أخرى ذلك، وعزوا السبب إلى ما اعتبروه تقادم الباخرة وعدم صيانتها وتوفرها على تجهيزات متقادمة.