لا زالت تداعيات المشاريع «الخاصة» التي تأثرت بسبب الفيضانات بالناظور والتي كلفت ميزانية مهمة من أموال دافعي الضرائب، تثير تفاعلات في أوساط ساكنة المنطقة، فقد كشف مصدر بالمجلس البلدي بالناظور أن عددا من المستشارين الجماعيين عمدوا، قبل حلول «الكارثة»، إلى إشعار السلطات بالإختلالات التي تعرفها «المشاريع الخاصة» التي يشرف عليها عامل الإقليم، لكن دون جدوى. وقال المصدر إن عددا من المستشارين دعوا، منذ حوالي شهرين، إلى عقد دورات اسثتنائية للمجلس البلدي لدراسة هذه المشاريع وإعادة النظر في قنوات الصرف الصحي وصرف مياه الأمطار، مطالبين بضرورة حضور عامل الإقليم إلى هذه الدورات، مضيفا بأن رئاسة المجلس تجاهلت هذه المطالب. ويقول عبد القادر المقدم، أحد أعضاء المجلس البلدي، إن أعضاء المجلس لا يعرفون أي تفاصيل عن مشاريع البنية التحتية بالإقليم ويجهلون الميزانية المخصصة لبنائها. ويشير المصدر ذاته إلى أن المجلس البلدي كان، قبل التساقطات وبعدها، «خارج التغطية». كما يؤكد بأن هذا المجلس لم يواكب مخلفات هذه التساقطات، موضحا أن الأمر يتعلق بما سماه ب«تهميش كامل لأعضاء المجلس البلدي، بالرغم من أن الحدث كبير والكارثة خلفت خمسة ضحايا». ولم تتمكن «المساء» من أخذ وجهة نظر رئيس المجلس البلدي حول هذه الاتهامات بسبب انشغاله في اجتماعات، حسب قوله. وتذهب مصادر مقربة من رئاسة المجلس البلدي إلى أن مطلب حضور عامل الإقليم إلى دورات المجلس فيه من «المزايدات السياسية الشيء الكثير». وتعتبر أن المطالب الأخرى لأعضاء المجلس البلدي المكونين للمعارضة أدرجت في برامج دورات عادية وستتم مناقشتها ب»التفصيل الممل» واتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأنها. وفي السياق ذاته، أوردت المصادر أن عددا من مشاريع البنيات التحتية، التي أنجزت في الآونة الأخيرة وبإشراف ملكي ومتابعة من عمالة الناظو، ستتم إعادتها بشكل كلي نظرا إلى الأضرار البليغة التي ألحقت بها ونظرا إلى العيوب الكثيرة التي أبانت عنها. وهكذا، ستتم مراجعة عدد من الطرق التي شيدت بالمنطقة لفك العزلة عن الجماعات المحيطة بالمدينة بعدما تأكد بأنها عزلت هذه المناطق، عوض أن تفك العزلة عنها. كما أن مشروع السكة الحديدية، الذي كلف حوالي 220 مليار سنتيم من ميزانية الدولة، سيعاد النظر فيه بعدما كان من المقرر أن يعطي انطلاقته الملك محمد السادس في شهر دجنبر القادم. وتذكر المصادر أن المشرفين على إنجاز هذه المشاريع لم يأخذوا بعين الاعتبار الخصوصيات الجغرافية والطبيعية للمنطقة، مما قسم المدينة إلى قسمين، قسم جبلي معزول عن قسم آخر يوجد أسفل المدينة ويضم وادي بوسردون الذي كان، عبر تاريخ المنطقة، الوادي الذي يستقبل فيضانات الوديان الصغيرة.