سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزارة الثقافة تتوقع استقبال ما يفوق 200 ألف زائر للمعرض الدولي للنشر والكتاب الصبيحي يقول إن لدى وزارته إرادة قوية لإعطاء هذه التظاهرة الثقافية نفسا جديدا
في ندوة صحافية نُظِّمت بخصوص المعرض الدولي للنشر والكتاب، أمس الأربعاء في مقر وزارة الثقافة في الرباط، أكد محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، أن «المعرض يعتبر حدثا ثقافيا اكتسب، على امتداد مسيرته، قوة استقطابية متميزة، حيث استطاع المغرب، على مدى عقدين من الزمن، أن يجعل هذا المعرض محجا للمبدعين والناشرين المنتمين إلى مختلف أنحاء المعمور». وأضاف الصبيحي أن لدى وزارته «إرادة قوية لإعطاء هذه التظاهرة الثقافية نفَسا جديدا، من خلال صياغة مهامها ووظائفها بشكل يروم دعم المكونات المرتبطة بمختلف حلقاتها، وأساسا المبدع والمنتج والقارئ، سعيا وراء مواكبة مجال القراءة والنشر لمتطلبات الاندماج في مجتمع المعرفة والمعلوميات، ليس كشعار نردده في كل مناسبة، ولكنْ كمقاربة وعمليات يسطر لها». واعتبر وزير الثقافة أن «تعبئة ما يفوق 700 عارض ومشاركة جل دور النشر المغربية وتنظيم فضاءات للندوات الفكرية بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين واستقبال ما يفوق 200 ألف زائر أمر لا يمكن أن يستهان به، بل عكس هذا، ينبغي تثمينه والاعتزاز به». وتساءل الصبيحي، في كلمة له بالمناسبة، إنْ كان هذا المعرض يندرج ضمن سياسة واضحة المعالم تروم توسيع مجال القراءة في بلادنا، سواء على المستوى المجالي أو على المستوى الاجتماعي، خاصة أنه إذا تم الرجوع إلى التقرير السنوي الذي أصدرته مؤخرا منظمة «يونسكو» بخصوص القراءة، فإنه يؤكد أن متوسط زمن القراءة السنوي لكل فرد في الدول العربية لا يتعدى ثمان دقائق، والمغرب يندرج ضمن هذا المتوسط «الهزيل»، بينما متوسط القراءة لكل فرد في الدول الغربية يناهز 200 ساعة.. من جهة أخرى، أكد الصبيحي أن وزارة الثقافة، وبشراكة مع عدد من الفاعلين والجهات، ستضع سياسة جديدة للقراءة والكتاب، والتي تُشكّل المكتبات والخزانات العمومية أحدَ أعمدتها الأساسية، من خلال اعتماد مخطط عمل متدرج لمعالجة ورقمنة المخطوطات والمطبوعات وتطوير الكتاب الرقمي، إضافة إلى ربط الخزانات المدرسية بالفعل التربوي والنهوض بكفاءات المتعلمين، علما أن جل المؤسسات المدرسية التعليمية تتوفر على خزانة مدرسية، لكنْ نادرا ما يتم اللجوء إليها، نظرا إلى عدم إدراجها ضمن الزمن المدرسي. وفي موضوع ذي صلة بالخزانة المدرسية، وصف وزير الثقافة وضع الخزانات المدرسية ب»الكارثي»، مشددا على ضرورة رد الاعتبار إلى الكتاب في جميع المؤسسات والتصالح معه، لأنه بدون ذلك سيجعل المغرب يراوح مكانه في هذا المجال، مؤكدا ضرورة تخطي مرحلة الشعارات، إلى مرحلة تفعيلها وبلورتها على أرض الواقع، والتي قال عنها «إن المغرب في مجال الثقافة عُرِف فقط برفع الشعارات». وتوقع وزير الثقافة أن تكون النسخة ال18 للمعرض الدولي للكتاب «متميزة وناجحة»، من خلال توسيع مجال القراءة والمعرفة في بلادنا لتجاوز النظرة «النخبوية» الضيّقة للمسألة الثقافية. إلى ذلك، انتقد عدد من الحاضرين، في مداخلاتهم، اعتماد وزارة الثقافة في المعرض الدولي للكتاب وغيرها من المعارض الثقافية، على مبدأ الكم بقدْر ما يجب أن يتم الاعتماد على جودة المنتوج. يذكر أن الدورة ال18 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي يحتضنها فضاء المعرض الدولي في الدارالبيضاء ابتداء من اليوم إلى غاية ال19 من الشهر الجاري، ستعرف مشاركة أزيد من 700 مؤسسة نشر مغربية وعربية وأجنبية، تمثل أكثر من 40 بلدا، من بينها المملكة العربية السعودية، التي ستحل في هذه الدورة كضيف شرف، «تكريسا وتمتينا لأواصر الأخوة ودعائم التعاون والتبادل الثقافي القائمة بين البلدين، وكذا تقديرا للإنتاج الثقافي السعودي المسهم في إثراء التراكم الثقافي العربي»، وقد تم اختيار هذه الدورة تحث شعار «وقت للقراءة.. وقت للحياة».