قال مصطفى لمراني مدافع المنتخب الوطني لكرة القدم، إن الإقصاء المبكر من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون وغينيا الاستوائية قضاء وقدر، لكنه أشار إلى أن افتقاد بعض اللاعبين للتنافسية أثر على الأداء العام للمنتخب الوطني، قبل أن يعتبر الإخفاق مسؤولية جماعية. في الحوار التالي يتحدث الدولي المغربي ل»المساء» عن المشاركة الإفريقية. - أقصي المنتخب الوطني بشكل مفاجئ في الدور الأول من كأس إفريقيا هل كنت تتوقع، هل كنت تتوقع هذه الانتكاسة؟ أعتقد بأن إقصاء المنتخب الوطني قضاء وقدر لا مناص منه، بالفعل لا أنكر بأن جميع فعاليات المنتخب المغربي كانت تمني النفس بالذهاب بعيدا خلال منافسات «الكان» أو على الأقل المرور لمرحلة نصف النهاية خصوصا وأنه كان يضم بين صفوفه لاعبين من المستوى التقني العالي لكننا اصطدمنا للأسف بوجودنا وسط مجموعة صعبة (تونس، الغابون والنيجر) فضلا على أن مباراتنا الثانية التي توخينا استغلالها من أجل تدارك هفوات لقائنا الأول ضد «نسور قرطاج» واجهنا خلالها الفريق الغابوني الذي تمكن من الانتصار علينا مستغلا في ذلك عاملي الأرض والجمهور. بطبيعة الحال أرجو ألا يفهم من خلال تقديمي لهذا التحليل أنني أحاول الهروب للأمام وإيجاد مبرر للإخفاق الذي أرخى بظلاله على كرة القدم الوطنية بشكل سلبي، كما لا ننكر بأننا ضيعنا بشكل بشع للغاية فرصة سانحة للانتصار خلال المباراة الافتتاحية ضد المنتخب التونسي إذ في حال كنا فزنا لتغيرت العديد من المعطيات لصالحنا . - هل ساهم المردود السيء لبعض اللاعبين المحترفين الناجم عن قلة التنافسية بدوره في الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني ؟ بالفعل كان لغياب التنافسية وملازمة حوالي سبعة لاعبين محترفين من المنتخب الوطني المغربي لدكة الاحتياط بفرقهم أثر كبير على أداء المجموعة خصوصا في ظل غياب الجاهزية البدنية اللازمة، لكن مسؤولية الإقصاء جماعية. - إذن برأيك هل كان لزاما على البلجيكي إيريك غريتس أن يعتمد بشكل أساسي على بعض لاعبي البطولة الوطنية؟ أعتقد واثقا بأننا نفتقد في الوقت الراهن لعناصر بديلة بالبطولة الوطنية بإمكانها الانضمام للمنتخب الوطني، لنكن صرحاء فلا يوجد بالدوري المغربي أي لاعب يوازي من حيث المستوى التقني والبدني اللاعبين المحترفين بالدوريات الأوروبية ودليلي في ذلك ملازمة إريك غريتس للميادين الوطنية نهاية كل أسبوع من أجل متابعة وتقييم أداء اللاعبين بأنديتهم على أمل اكتشاف عناصر محلية تستجيب لللمواصفات الموضوعية التي تحددها الإدارة التقنية لكنه للأسف لم يصل لمبتغاه في كثير من الأحيان، مع استثناءات قليلة بطبيعة الحال. من المنطقي أن يتشكل السواد الأعظم للاعبي المنتخب الوطني المغربي من عناصر محترفة بأوروبا بالنظر لعامل التجربة والمراس داخل الميادين ما دام أن البطولة الوطنية لا زالت عاجزة عن إنجاب لاعبين بمقدورهم الانضمام للمنتخب الوطني. - إذا سلمنا بذلك، ألم يكن مطلوبا من إريك غريتس أن يوجه الدعوة على الأقل للاعبين من أندية مغربية تمكنت من تحقيق نتائج إيجابية إفريقيا على غرار كل من الفتح الرباطي و المغرب الفاسي أو الوداد؟ من الصعب أن يحدث ذلك على الأقل في الوقت الراهن، ولعلمك من الطبيعي أن تتعدد التحاليل وتكثر الانتقادات من قبل المتتبعين في ظل هذه الانتكاسة غير المتوقعة التي عرفتها كرة القدم الوطنية، وللتذكير فقط كان الناخب الوطني إريك غيرتس وباقي لاعبي المنتخب الوطني تعرضوا مباشرة بعد الهزيمة التي تعرض لها المنتخب الوطني شهر مارس الفارط بعنابة أمام المنتخب الجزائري لسيل جارف من الانتقاد والتجريح سواء من قبل الإعلام الوطني أو الجمهور، لكن وبقدرة قادر تحول كل هذا الجفاء وبشكل كلي لمديح وإطراء مبالغ فيه أحيانا غداة الانتصار على الجزائر في مباراة العودة برباعية نظيفة بمراكش من طرف المنتخب نفسه العائد بخفي حنين من الغابون مما يدعو للاستغراب حقا . شخصيا أعتقد بأنه في حال كان المنتخب الوطني تأهل لكأس إفريقيا للمحليين كان بإمكان المدرب الوطني إريك غريتس الاعتماد حينها على بعض لاعبي البطولة الوطنية التي لازال مستواها التقني لم يرق بعد للمستوى المطلوب. راجت أخبار عديدة حول ظروف إقامة المنتخب المغربي بمنتجع ماربيا الإسباني إبان إقامته للمعسكر التدريبي خاصة ما تعلق منها بما سمي بالتسيب والفوضى التي طبعته، هل لك من تعليق؟ كل ما يمكن قوله بأن الأجواء التي طبعت معسكرنا الإعدادي بماربيا كانت جيدة للغاية ، بل أكثر من ذلك كانت كل مكونات المنتخب الوطني المغربي تمني النفس بالذهاب بعيدا خلال منافسات كأس إفريقيا للأمم الحالية ، وكل واحد منا كان يقدر بصدق حجم وثقل المسؤولية التي يتحملها خصوصا وأننا نعي جيدا بأننا نمثل شعبا بكامله حيث كانت في هذا السياق تعقد اجتماعات متوالية طيلة الفترة المخصصة للإعداد في أفق شحذ العزائم ورفع معنويات لاعبي المنتخب الوطني . - إذن أنت تنفي أية إمكانية لحدوث الفوضى أو تعمد بعض عناصر المنتخب الوطني التمرد على تعليمات المدرب؟ يجب على الرأي العام الوطني أن يعلم بأننا كلاعبين لم نكن نملك ما يكفي من وقت للخروج للنزهة أو الترويح عن النفس بعيدا عن مقر إقامة البعثة المغربية ما دام أننا كنا نخضع لتداريب مكثفة تستغرق حصتين في اليوم مع ما يعني ذلك من إرهاق بدني وذهني كبير الأمر الذي كان يرغمنا على المبادرة للخلود للراحة في أول فرصة للاسترجاع بالغرف التي كانت فردية، بمعنى آخر من الصعب للغاية أن نرصد أي لاعب تمكن من مغادرة باحة الفندق. تجدر الإشارة إلى أن خروج المنتخب الوطني المغربي صاغرا من منافسات كأس إفريقيا للأمم الحالية ساهم في إثارة جدل واسع وسط الرأي العام الوطني الذي بدأ يضع سيناريوهات وتأويلات متعددة لتبرير الإخفاق، أعتقد بأنه من الأخلاقيات ألا نساهم متعمدين في الإساءة المجانية لسمعة بلد بكامله. - انبرت العديد من الأصوات منادية بضرورة الإسراع بفسخ العقد مع البلجيكي غيريتس محملة إياه مسؤولية الإقصاء؟ شخصيا، وللأمانة أظن بأن الوقت الذي تحمل فيه إريك غريتس مسؤولية الإشراف التقني على المنتخب الوطني المغربي غير كاف لوضع حكم قيمة موضوعي على مستواه وكفاءته، وعليه لا بد من منحه مزيدا من الفرص لتأكيد أحقيته مدربا لأسود الأطلس، أضف إلى ذلك أننا مقبلون في شهر يونيو المقبل على المشاركة في استحقاقات بالغة الأهمية ممثلة في كأس أمم إفريقيا للعام 2013 بجنوب إفريقيا مما يعني بأنه بات لزاما الحفاظ على الاستقرار العام للمنتخب المغربي، فالتغيير صعب حاليا وقد يأتي بنتائج عكسية. وهب أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قررت من جانب واحد فك الارتباط مع إريك غريتس فإن الأخير حتما لن يكون رهينا للعطالة ما دام أن العديد من الأندية تخطب وده سواء بالقارة العجوز أو بالخليج العربي . أدعو الجميع لضرورة التفكير في المستقبل، أتمنى ألا نعيد الأخطاء نفسها التي كانت وراء إقصائنا من منافسات كأس إفريقيا للأمم الحالية، كما أنني على يقين بأن القادم سيكون خيرا.