أبدى علي الفاسي الفهري، رئيس جامعة كرة القدم، اقتناعه بالعمل الذي يقوم به الهولندي بيم فيربيك، مدرب المنتخب الأولمبي، مشيرا في حوار أجرته معه"المساء"، إلى أن المدرب الهولندي نجح في تحقيق المطلوب منه، وهو التأهل إلى أولمبياد لندن، وفق العقد الذي يربطه بالجامعة. واستغرب الفهري لما أسماه حملة الانتقاد التي طالت المدرب الهولندي، رغم إقراره بوجود نقائص في المنتخب الأولمبي. من ناحية ثانية، جدد الفهري تأكيده على أن المنتخب الوطني الأول سيتوجه إلى غينيا الاستوائية والغابون من أجل الظفر باللقب الإفريقي. في الحوار التالي يعترف الفهري بوجود تقصير في التواصل مع الصحافة المغربية، ويؤكد أن الوقت حان لفتح صفحة جديدة، كما يتحدث عن الجمع العام الذي لم ينعقد والعصبة الاحترافية. - بلغ المنتخب الأولمبي أولمبياد لندن، لكنه لم يتمكن من الظفر باللقب الإفريقي لفئة أقل من 23 عاما، كيف تنظر لحصيلة هذا المنتخب؟ شخصيا أعتقد بأن حصيلة مشاركة جميع المنتخبات الوطنية مشجعة وإيجابية خلال السنتين الأخيرتين، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول، الذي ضمن تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا أو المنتخب الأولمبي، أو الفرق المغربية المشاركة في الكؤوس الإفريقية، فقد أحرز فريقا الفتح الرباطي والمغرب الفاسي لقب الكاف، وبلغ الوداد نهائي عصبة الأبطال. بالعودة للمنتخب الأولمبي أعتقد أن مساره كان موفقا، إذ شرف الكرة المغربية بأداء لاعبيه، بالرغم من أن تاريخ المنافسات لم يتواءم مع أجندة «الفيفا». شخصيا راقتني قتالية لاعبي المنتخب المغربي خلال مباراتهم ضد المنتخب المصري الذي استعد بشكل جيد للمنافسات ، كما أن التنظيم الجيد لقي استحسان وتنويه ممثلي الكاف فضلا عن الإعجاب بجودة الملاعب (ملعبي طنجة ومراكش). سنحاول بتنسيق مع الأطر التقنية المعنية دعم المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بلاعبين جدد ممن لم تتح لهم فرصة المشاركة إما لكونها بالمنتخب الوطني الأول أو نتيجة لما أبدته بعض الأندية الأوروبية من رفض ما دام أن تاريخ تنظيم منافسات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة لم يكن مدرجا ضمن أجندة «الفيفا». وفي النهاية علينا أن نكون متفائلين إزاء مشاركة المنتخب الأولمبي في لندن، فالعمل الجيد لابد وأن يعطي ثماره في النهاية. - إذن ما هي توقعاتك لمشاركة المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة في فعاليات أولمبياد لندن 2012؟ لقد أحطنا المنتخب الوطني المغربي لأقل من 23 سنة بجميع ظروف وشروط النجاح في مهمته، تقنيا لا حق لي في انتقاد عمل اللجنة الفنية الوطنية تفعيلا لمبدأ احترام الاختصاص إذ نكون منظومة متكاملة لا تداخل فيها كي يتحمل كل منا مسؤوليته في النهاية، كما أود التأكيد في السياق ذاته بأنه لا وجود لأي تدخل من أي مسؤول بالمكتب الجامعي لتغيير قناعات المدرب الوطني احتراما لبنود عقدة الأهداف. - سبق وصرحت بأن المنتخب الوطني للكبار سيشارك في فعاليات كأس إفريقيا للأمم من أجل المنافسة على اللقب، هل ما زلت على الرأي نفسه؟ بطبيعة الحال ولن أغيره قيد أنملة، فلو لم نكن طموحين خلال الاقصائيات، يقيني بأننا لم نكن لنتأهل للنهائيات بالرغم من تواجد المنتخب الوطني وسط مجموعة صعبة فضلا عن السياق التاريخي للتأهل والمتمثل أساسا في كونه كان جاء مع منتخب حديث البناء، كما لم تكن الظروف عادية، لقد راهنا على التأهل وقد تحقق ولدينا عزيمة وإيمان في إمكانية تحقيق الأسود لنتائج إيجابية خلال كأس أمم إفريقيا المقبلة. إضافة لذلك فالمدرب إيريك غيريتس لديه الرغبة في المضي قدما لأبعد مدى خلال النهائيات، وكم سأكون مسرورا لو فاز المنتخب الوطني بلقب كأس إفريقيا للأمم. خلال فعاليات كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 قام بيم فيربيك المدير الرياضي للفريق الوطني للشباب بتصرفات أثارت، هل توصلتم بتقرير في هذا الصدد؟ من طبيعتي تفادي الدخول في «البوليميك»، لكن لا بد من الإشارة بالمناسبة إلى أن على كل واحد بالمنظومة الكروية الوطنية تحمل تبعات مسؤولياته. أتأسف لما وقع عشية المباراة المصيرية التي جمعت المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة بنظيره المصري حيث كانت ستحدد بشكل كبير طبيعة المنتخب المتأهل للأولمبياد إذ ما أثارني هو تخصيص حيز كبير في الإعلام الرياضي الوطني من أجل توجيه سهام النقد لبيم فربيك الذي نجح في تحقيق الهدف الرئيسي الذي يتضمنه العقد أي التأهل، إذ خلت حينها وكأن الأمر ينذر بحدوث كارثة وبالتالي إلقاء اللوم على بعض المسؤولين بالجامعة في حال كان أقصي المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة وفي هذه الحالة كنت سأتحمل التبعات لوحدي أولا وأخيرا إضافة للمكتب الجامعي ما دمنا أننا نحن من اختار مكونات اللجنة الفنية الوطنية (حميد الوركة، بيم فربيك) . لكن ما دام أن المنتخب الوطني تأهل كان من اللائق تفادي الحديث عن الفشل، فكم كان غريبا أننا لم نظهر أية علامة أو مؤشرا على السرور والابتهاج لهذه النتيجة، لابد من أن نتحلى بخصلة الثقة في إمكانياتنا وتثمين إنجازاتنا الرياضية. من جانبنا سنحاول في المكتب الجامعي توفير كافة ضمانات النجاح والتألق للمنتخب الوطني لأقل من 23سنة في أفق مشاركة مشرفة خلال أولمبياد لندن 2012. - إذا هل نفهمك من كلامك أنك تنفي إمكانية حدوث أي تصرف من قبل فربيك سواء بطنجة أو مراكش، وهل يمكن الحديث عن تعمد بعض الأطراف استفزازه من اجل دفعه للاستقالة؟ أجهل شخصيا ما إذا كان الهولندي بيم فربيك قد دخل في شجار مع أي مسؤول جامعي ولا وجود لأي صدام مع أي كان لأنني كنت حينها بعين المكان (يقصد بالملعب الكبير لمراكش أثناء المباراة النهائية)، لكن الأكيد هو أن فيربيك انبرى للاحتجاج على مندوب المباراة بحكم عدم توفر أحد الأطر التقنية الوطنية على شارة الاعتماد (بادج) ونتيجة لعوامل الضغط التي عانى منها فقد كان طبيعيا أن ينفعل ويتصرف بعنف، ثم إن مسؤولي «الكاف « قد تابعوا الحادث وحرروا بشأنه تقريرا في الموضوع، بكلمة تم تضخيم الوقائع بجرعة زائدة. كل ذلك لا يمنع من الاعتراف بوجود مشاكل بمحيط المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة ولا بد من معالجتها قبل المشاركة في فعالية الألعاب الأولمبية بلندن صيف السنة المقبلة. - إذن ما هي طبيعة تلك المشاكل التي تقصد؟ تكمن بالأساس في المساطر المعتمدة في اختيار لاعبي المنتخب الأولمبي، فلابد من توضيح معاييرها، لقد شارك لاعبو المنتخب الوطني في 12 مباراة إعدادية ما يعد سابقة واستدعينا على ضوئها 120 لاعبا (لائحة أولية) لكن شابها الغموض واللبس. - هل تعني بأن الإدارة التقنية الوطنية هي من يقع على عاتقها بالدرجة الأولى مسؤولية وضع معايير موضوعية لانتقاء لاعب المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة؟ أكيد، حيث ألزمنا في هذا السياق الأطر الفنية المتعاقد معها منح الفرصة لمن يستحق حمل القميص الوطني بعيدا عن أي شكل من أشكال المحسوبية والزبونية. - هل يعتبر ذلك بمثابة اعتراف ضمني بوجود تدخلات من أطراف خارجية تضغط باتجاه اختيار لاعبين بعينهم لضمهم للمنتخب الوطني لأقل من 23 سنة؟ علم يسبق لي أن لمست بأن أحد الأعضاء الجامعيين قد تجاوز حدود اختصاصه بالضغط على المدرب والتأثير عليه لتغيير قناعاته سواء بالنسبة للفريق الوطني الأول أو الشبان أو حتى بالنسبة للأندية الوطنية التي يسيرها بعض الأعضاء. - كيف يمكن تقييم العلاقة التي تجمع ما بين الأطر التقنية الأجنبية المتعاقد معها (غيريتس، مورلان وفيربيك) ، هل من خيط ناظم بينها؟ من مهام المكتب الجامعي الأساسية تتبع منجزات وأداء ما اصطلحنا على تسميته بالقطب التقني الوطني، ومن ثمة إيجاد صيغة مثلى للتنسيق بين جميع مكوناته، كما يضطلع كل إطار تقني بمهام محددة فمثلا مورلان كلف بملف التكوين بتنسيق مع ممثلي الجامعة، والتأشير على رخص التدريب، وفيربيك كلف بتتبع تطور أداء اللاعبين الشباب بالأندية ومن ثمة مواكبة احتياجات إريك غريتس من العناصر المؤهلة لحمل القميص الوطني بالنسبة للمنتخب الأول. وعليه مطلوب من جميع هذه المكونات أن يسود التواصل بينها بعيدا عن أي شكل من أشكال الحزازات والضغائن. - كثيرا ما يتهم رؤساء أو مدربو بعض الأندية الحكام بالانحياز، كما لا يتوانون في توجيه أصابع الاتهام للاعبين بعينهم بالارتشاء وتعمد التهاون في بعض المباريات، ما هي الخطوات العملية التي تبنتها الجامعة من أجل التأكد من صحة هذه الاتهامات ومن ثمة وضع حد لها؟ شخصيا أعتقد بأنه من الضروري بالدرجة الأولى إيلاء الاهتمام للقضايا الكبرى التي تهم سيرورة البطولة الوطنية «الاحترافية» التي لا أنكر بأنها لا زالت تعاني من بعض القصور، شخصيا لم يسبق لي وتوصلت بأي شكاية من أي طرف كان، ومن طبعي تجاهل كل ما يتم التداول بشأنه بالمقاهي ما دام أن هناك شفافية. أستغل الفرصة من أجل التنويه بأداء الحكام بالبطولة الوطنية وبجديتهم، ولا وجود لأي تدخل من قبل أي عضو جامعي لتغيير قناعات الحكام بالدوري الوطني فضلا عن قيام اللجنة المركزية للتحكيم بواجب السهر على مصداقية النتائج من خلال تتبع أداء الحكام ومعاقبة المخالفين منهم. وللمقارنة فقط ، يبدو واضحا بأن عدد المباريات التي تفوز خلالها الفرق الوطنية خارج ميدانها قد ارتفع مؤشره ما يعني بأن الكرة المغربية في اعتقادي ماضية في الطريق الصحيح، كما أن التسيير يتحسن باطراد ولا بد أن نهنئ أنفسنا على هذا التقدم. - من المفروض أن تعطي الجامعة المثل في التسيير الديمقراطي للأندية الوطنية، لكنها لم تبادر لعقد جمعها العام لمدة ناهزت الثلاث سنوات، ما السر في ذلك؟ بالفعل أعترف بأن هناك تأخرا في الإعلان عن تاريخ الجمع العام للعديد من الأسباب الموضوعية، ومن أهمها عدم وجود حيز زمني مناسب لذلك بالنظر لما تضمنته أجندة المنتخبات الوطنية التي كانت تنافس على العديد من المستويات فضلا عن كون الجامعة أعلنت لتوها على الانطلاقة الفعلية للبطولة الاحترافية، أضف إلى ذلك لا بد للجمع العام أن يكون مبينا على أسس متينة وواقعية ومن ثمة توفر شروط موضوعية. كما أننا اصطدمنا مؤخرا بإشكالية قانونية نحن بصدد الانكباب على معالجتها تتعلق بطبيعة وصفة من يحق له المشاركة في الجمع العام المرتقب بعد صدور القانون الجديد للرياضة المصادق عليه حديثا والذي يحدد وضعية الجامعة تماشيا مع قوانين «الفيفا» فضلا عن الفراغ الذي أثاره قرار حل مجموعة الهواة، بمعنى لا بد من تمثيلية. كما أننا خرجنا كمكتب جامعي من الضغط الذي كنا تحت وقعه بعدما تأهل المنتخب الوطني الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ولم أشأ شخصيا الإسراع بالإعلان عن تاريخ عقد الجمع العام غداة هذا الإنجاز تفاديا لكل التأويلات. ثم إن الجمع العام لا يعدو أن يكون محطة للتقييم والتخطيط للمستقبل، وأشير بالمناسبة بأن الأبواب مفتوحة في وجه كل من يمتلك الإرادة الحقيقية والصادقة للتسيير للمساهمة في تطوير مستوى كرة القدم الوطنية. - إذا هل من تاريخ محدد لعقد الجمع العام؟ في أقرب فرصة ممكنة. - لماذا تأخر الإعلان عن الانطلاقة الفعلية للعصبة الاحترافية؟ أعتقد بأن البطولة الاحترافية أشرت على تقدم مهم بالنسبة للكرة المغربية، لكننا توخينا عدم التوقف عند هذا المستوى بل نتطلع لتحسينه أكثر عن طريق التأسيس للعصبة الاحترافية التي يجب أن تكون بحسب منطوق القانون الجديد للرياضة مستقلة عن الجامعة فيما يتعلق بالتسيير اعتمادا على إمكانياتها الذاتية. إننا بصدد تأهيل العقليات لهذا التحول فضلا عن إيجاد ترسانة قانونية تتماشى والوضع الجديد خصوصا فيما يتعلق بعقود المدربين واللاعبين ودفتر التحملات وكل هذا لم ننكب على إعداده سوى خلال الشهور الأخيرة. - ماذا غير فيك منصب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من الناحية الشخصية؟ تمكنت من نسج علاقات واسعة، لكن الشيء الأساسي الذي تعلمته من خلال منصبي الجديد هو خصلة الصبر والتحمل.
لدينا مؤاخدات على بعض المنابر الإعلامية - كثيرا ما يتم اتهامك بالتقصير في التواصل مع الصحافة المغربية، هل هناك من أسباب موضوعية تبرر هذا العزوف؟ لا بد لي من الاعتراف بأننا نتوفر اليوم على صحافة رياضية وطنية استطاعت إشباع نهم المتتبع الرياضي وأرضت فضوله، لكننا كمسؤولين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لدينا مؤاخذات كثيرة على بعض المنابر الإعلامية التي أساءت تأويل بعض المعطيات. شخصيا أقر بأن هناك قصور واضحا في التواصل، فمثلا قبيل التعاقد الرسمي مع المدرب الوطني إريك غريتس كنت أواجه صعوبات قانونية تمنعني من الحديث لوسائل الإعلام الوطنية للإعلان عن اسم وجنسية الناخب الوطني الجديد، بحيث كنت ملزما بضرورة التقيد بقوانين «الفيفا» التي تمنع الحديث عن أي مفاوضات مع الأطر التقنية قبل انتهاء عقودها مع الأندية التي تشرف عليها بمدة 6 أشهر، وما دام أنني لم أوقع مع إريك غريتس العقد رسميا لم أكن أملك حق التحدث. لكن للأسف لم تتفهم الصحافة الوطنية دواعي صمت الجامعة التي كانت مطوقة بضغوط رهيبة، حان الوقت اليوم لتحسين مهمة التواصل سواء ما بين رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم والمكتب الجامعي أو مع الصحافة الوطنية، ولا بد من تنظيم طريقة إيصال المعلومات إليها. - في السياق نفسه، لماذا أحطتم مبلغ الأجر الشهري سواء التي يتقاضاه إريك غريتس أو بيم فريبيك بسياج من السرية وكأن الأمر يتعلق بسر من أسرار الدولة؟ التزامنا بشروط عقد الشغل المبرم مع الإطارين التقنيين المذكورين يمنعنا من كشف مبلغ التعويض الشهري. - ألا يمكن كشف ولو مبلغ تقريبي؟ لا وجود لأي مبلغ يوازي حجم ما تم تداوله إعلاميا من أرقام فلكية خصوصا بالنسبة لأجرة إريك غريتس.