نقل مستشار في مقاطعة جليز، على وجه السرعة، إلى إحدى المصحات الخاصة في مراكش، بعد تلقيه «ضربة» من أحد المستشارين الجماعيين مساء أول أمس الخميس. وقد سقط المستشار محمد بويدو مغمى عليه داخل قاعة الجلسات في مقاطعة جليز، خلال دورة مجلس المقاطعة، بعد أن حاول منع أحد العاملين من إزالة «النعش» الذي وضعه مستشارون معارضون في باحة القاعة، لكن تدخل أحد المستشارين الموالين لزكية المريني، رئيسة مقاطعة جليز، في محاولة لثني المستشار بويدو عن التعرض للعامل بطريقة وصفها مستشارو المعارضة ب»العنيفة»، جعل بويدو يسقط مغمى عليه، خصوصا أن الأخير كان قد خرج قبل شهر فقط من هذا الحادث من المصحة نفسها، بعد أن أجرى داخلها عملية جراحية في العنق. وقد سادت حالة من الخوف بعد سقوط المستشار المذكور مغمى عليه ولا أحد يعرف ما الذي أصابه تحديدا، مما جعل الجميع يُهرولون نحو باحة المقاطعة طلبا للمساعدة، في حين بدأت هواتف المستشارين والموظفين تتناقل الخبر وتطلب سيارة الإسعاف لنقل المستشار المذكور إلى المصحة، تفاديا لتدهور حالته الصحية. وبعد حوالي ربع ساعة من سقوط المستشار، المنتمي إلى حزب الاتحاد الدستوري، وسط تجمع مستشاري المعارضة، المكونة من حزب العدالة والتنمية وجبهة القوي الديمقراطية والاتحاد الدستوري، وحضور سيارة الإسعاف، إلى جانب ممثلي السلطة المحلية، نُقل المستشار، الذي سبق أن وجه انتقادات قوية لزكية المريني، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في مستهل دورة مجلس مقاطعة جليز، التي عقدت صباح أول أمس الخميس، حيث اعتبر أنها «ليست في مستوى التسيير»، بعد أن برّأ نفسه من «تكوين جمعيات رفقة زوجته لنهب المال العام أو الانتظام في تنظيم إرهابي أو الاتجار في الكوكايين أو تورطه في التحرش الجنسي»، وهو ما لم يفهم الحاضرون قصده ولا المعنى من وراء رسائله «المشفرة». وعلمت «المساء»، من مصادر قريبة من المستشار المذكور، أن الأخير أصيب بضيق في التنفس، بعد أن قام المستشار، المنتمي إلى الأغلبية والعضو في حزب الأصالة والمعاصرة، بالتحكم في عنقه، حسب ما أكد أحد المستشارين الحاضرين ل«المساء». في المقابل، قال مستشار من حزب الأصالة والمعاصرة إن الحادث ما كان ليقع لو أن المعارضة لم تلجأ إلى استفزاز رئيسة المقاطعة، زكية المريني، «ومصدر هذا الاستفزاز، يقول المصدر نفسه، هو إحضار «نعش» كتب عليه «جنازة مقاطعة جليز، تغمده الله برحمته». وبخصوص «الاعتداء» الذي تعرض له المستشار محمد بويدو، قلل المصدر ذاته من الحادث، معتبرا أن الأمر لا يعدو أن يكون «احتكاكا بسيطا»، بين المستشارين، مؤكدا أن العلاقة التي تربط بين المستشارين المذكورين «أكبر بكثير من هذه المناوشات، التي يحاول البعض تضخيمها».