سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التراب: السوق الإفريقية واعدة والشراكة الأورو متوسطية يجب أن تتوسع لتشمل إفريقيا رئيس مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ترأس إحدى جلسات منتدى باريس دورة الدار البيضاء 2012
قال مصطفى التراب، المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، إن الشراكة الأورو متوسطية يجب أن تمر بالضرورة عبر اندماج أورو- مغاربي، لكنه تساءل في نفس الوقت عما بذلته أوربا لكي ينهض المغرب العربي من سباته، في إشارة إلى عدم تدخل الأوربيين لتذويب الخلافات الحاصلة الآن بين المغرب والجزائر والتي تقف حجر عثرة أمام بناء المغرب العربي. وأضاف التراب الذي ترأس الجلسة الافتتاحية لمنتدى باريس، دورة الدارالبيضاء 2012، المنظم أول أمس الأربعاء بالعاصمة الاقتصادية، أن إفريقيا تعتبر الآن سوقا واعدة، وعلى الأوربيين توسيع شراكاتهم لتصبح ما بين أوربا وإفريقيا، وليس أورو متوسطية فقط. من جانبه أكد هوبير فيدرين، وزير الخارجية الفرنسي السابق، الذي تدخل في الفترة الصباحية، أن المغرب يبدو، في المشهد المتضارب للعالم العربي، كنموذج واعد، وأن المملكة يمكن أن تستفيد إلى أقصى حد من وضعيتها الخاصة ويمكنها التحول نحو الديموقراطية بدون عنف، كما يمكنها محو تلك الصورة السيئة لدى الغرب من الحكومات الإسلامية. موضحا أن العالم حاليا يتميز بانهيار النظام الاقتصادي الغربي والتهديد البيئي والانفجار الديمغرافي والأزمات بمنطقة الأورو ونهاية الاحتكار الغربي لقيادة العالم. وأبرز فيدرين صراع المصالح داخل البلدان النامية، وبين هذه الأخيرة وبين الدول السائرة في طريق النمو، أو البلدان الصاعدة، مشددا على ضرورة وضع الاستثمار والتسيير في خدمة التنمية الاقتصادية بتناسق بين المقاولات والبنوك والجامعات. وفي معرض حديثها عن العلاقات شمال- جنوب للمتوسط في طور الأزمة، ذكرت أنا بالاسيو، الوزيرة السابقة للشؤون الخارجية الاسبانية، أن الضفتين ينبغي أن يتعاونا من أجل «بناء التقدم» الذي من شأنه تحقيق الكرامة والمساواة، مشيرة إلى أهمية تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة وجعلها عاملا وفاعلا للتنمية. وخلال نفس المنتدى قال الكاتب والمؤرخ السابق للمملكة حسن أوريد، إن التحديات الاقتصادية لا يمكن تجاوزها عمليا بدون تطور سياسي، وتفاعل بين الاقتصاد والسياسة، مضيفا خلال الجلسة المخصصة لمحور «تصاعد المخاطر»، أن التغيرات السياسية الجارية في العالم العربي ستؤثر على الاقتصاد، معربا عن اعتقاده بأن اندماجا أفقيا يفرض نفسه في العلاقات الاقتصادية، وخاصة بين بلدان جنوب المتوسط. أما دومينيك ستراوس كان، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، فاعتبر أن «التنظيم المالي في العالم يجري بشكل غير محدود، إلا أن الأشخاص الذين يتولون ذلك ليسوا من هذه المهنة». يذكر أن الدورة الثالثة لمنتدى باريس، دورة الدارالبيضاء، انعقدت تحت شعار «التقلبات السياسية والتحديات الاقتصادية»، والتي حضرها أزيد من ستمائة شخصية تنتمي لحقول السياسة والاقتصاد والمالية والثقافة، حيث عكف المشاركون في هذا المنتدى على دراسة وتحليل محورين أساسيين يتعلقان ب«زيادة المخاطر بشكل لا يصدق» و«البحث عن النمو أو عن الأمن ضمن النماذج الجديدة»، وذلك بحضور نزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية، وكريم غلاب، رئيس مجلس النواب، وشكيب بنموسى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والوزيرين السابقين في الشؤون الخارجية لكل من فرنسا وإسبانيا، إيبير فيدرين ونظيرته أنا بالاشيو، إلى جانب السياسي والمدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس كان.