سيكون التشويق العنوان الأبرز لمباريات الجولة الأخيرة من المجموعة الرابعة في ظل صراع ثلاثي لحجز بطاقتي الترشح إلى دور ربع النهائي. وبما أن نظام البطولة يعطي الأولوية للمواجهات المباشرة للفصل بين المنتخبين أو المنتخبات المتساوية نقاطاً، فإن المنتخبات الأربعة للمجموعة الرابعة تملك فرصة التأهل إلى ربع النهائي مع أفضلية لغانا التي تحتاج إلى التعادل، وفي هذه الحالة سترافقها مالي في حال فوزها أو تعادلها مع بوتسوانا، لأنها تتفوق على غينيا في المواجهات المباشرة (تغلبت عليها (1-0) في الجولة الأولى). وتبقى جميع الاحتمالات واردة وقد تتساوى منتخبات غانا ومالي وغينيا في الصدارة برصيد 6 نقاط وسيتم الالتجاء عندها إلى فارق الأهداف في المواجهات المباشرة بين المنتخبات الثلاثة، ومن بعدها هناك أقوى خط هجوم بين المنتخبات ذاتها ثم فارق الأهداف في مباريات المجموعة، فالروح الرياضية (البطاقات الصفراء والحمراء)، وأخيراً القرعة. وحتى بوتسوانا تملك فرصة التأهل في حال فوزها على مالي وخسارة غانا أمام غينيا، لكن أملها ضئيل بالنظر إلى الخسارة ا التي منيت بها أمام غينيا بسداسية كاملة مقابل هدف وحيد. ويبدو المنتخب الغاني الأقرب إلى تخطي الدور الأول لأن مصيره بيده حيث يكفيه التعادل لضمان التأهل وصدارة المجموعة، بيد أن مهمته لن تكون سهلة أمام غينيا التي تملك أفضل خط هجوم في الدورة حتى الآن بتسجيلها 6 أهداف جميعها كانت في مرمى بوتسوانا. وحققت «النجوم السوداء» الأهم منذ انطلاق البطولة بكسبه مباراتيه الأوليين دون أن يقدم عرضين رائعين، وعزا مدربه الصربي غوران ستيفانوفيتش ذلك إلى «رهان البطولة التي تتطلب الحذر خصوصاً في الدور الأول لتحقيق الهدف المبدئي ألا وهو بلوغ الدور الثاني»، لكن ستيفانوفيتش قلل من أهمية هذا التفوق المعنوي، وقال: «البطولة الحالية لا تعترف بالتاريخ، عندما نرى خروجاً مخيباً للسنغال والمغرب وبوركينا فاسو، فإننا نطرح أكثر من علامة استفهام حول المنطق في كرة القدم، إنها المستديرة التي لا تعترف بالتاريخ أقله في الوقت الحالي الذي شهدت فيه كرة القدم في القارة السمراء تطوراً هائلاً من ناحية المنتخبات التي كان يطلق عليها اسم المتواضعة». وتملك غانا الساعية إلى حصد اللقب الخامس في تاريخها، الأسلحة اللازمة لكسب النقاط الثلاث في ظل تواجد المهاجم القيدوم أسامواه جيان والشقيقين أندري وجوردان آيو وسولي علي مونتاري وكوادو أسامواه. من جهته، يعول المنتخب الغيني على قوته الضاربة في خط الهجوم بقيادة صانع ألعابه باسكال فيندونو وإسماعيل بانغورا والحسن بانغورا وعبد الرزاق كامارا وإبراهيما تراوري وساديو ديالو صاحب الثنائية في مرمى بوتسوانا. وفي المواجهة الثانية، تسعى مالي إلى استغلال المعنويات المهزوزة لدى بوتسوانا الضيفة الجديدة على النهائيات لتحقيق فوز عريض على غرار ما فعلت غينيا وذلك لضمان إحدى البطاقتين حسب معياري النقاط وفارق الأهداف. وحققت مالي الأهم في مباراتها الأولى بفوزها على غينيا، لكنها رضخت أمام خبرة غانا في الثانية وخسرت (0-2). وشدد نجم برشلونة الإسباني سيدو كيتا على ضرورة نسيان الخسارة أمام غانا والتركيز على مباراة بوتسوانا. وقال كيتا :»مباراة غانا في طي النسيان على الأقل في الوقت الحالي لأنه لا يتعين علينا النظر إلى الوراء الآن، بل إلى الأمام وبذل كل الجهود لكسب النقاط الثلاث اليوم»، مضيفاً «لدينا لاعبون يخوضون العرس القاري للمرة الأولى ويملكون من الطاقة ما يجعلهم في وضع مريح أمام بوتسوانا».