أصبحت الأطر الإدارية والتربوية بإعدادية بمدينة ابن سليمان، تحت رحمة مجموعة من التلاميذ المنحرفين الذين يستمتعون يوميا بإهانة وتعنيف المدرسين والمدرسات، وحولوا فضاء وقاعات المؤسسة إلى مطارح للنفايات ومراحيض، وكسروا الأبواب والسبورات وزجاج النوافذ. فئة كبيرة من هؤلاء المنحرفين، حسب تصريحات متفرقة لأطر المؤسسة، أكدت لهم عدم خوفها من الأمن أو القضاء، وتتباهى ببعض أقربائها المنحرفين وتجار المخدرات. وتهدد المدرسين بالتصفية الجسدية. «المساء» حضرت ظهر يوم الاثنين المنصرم، وقفة احتجاجية لأطر المؤسسة (إعدادية محمد السادس) أمام بابها الرسمي. بعد أن كسر تلميذ زجاج سيارتين تعودان لأستاذ وحارس عام، كانتا مركونتين قبالة باب المؤسسة، كما عبث التلميذ نفسه ببعض عتاد المؤسسة الداخلي، وفر قبل تدخل العناصر الأمنية. هذا، وتعرض أستاذ مادة اللغة الإنجليزية للضرب من طرف تلميذ أصابه في أنفه إصابة بليغة، ولازال ملفه القضائي في رفوف المحكمة الابتدائية المحلية، كما فوجئ أستاذ الاجتماعيات بتلميذ يهاجمه بسكين، ففر هاربا طالبا النجدة، فيما منعت أستاذة اللغة الفرنسية من التدريس من طرف تلاميذ منحرفين في فصلها، وأستاذ الرياضيات تعترضه تلميذة تنعت أمه بكلام ساقط وتحاول تعنيفه... أحد المدرسين قال إن مؤسستهم أصبحت تنعت ب«الإصلاحية» لكثرة المنحرفين بها. وإحدى المدرسات أكدت أنه لا يمر يوم دون أن تتم إحالة أحد التلاميذ على المجلس التأديبي. وأن المدرسين يتخوفون من جلب سياراتهم إلى باب المؤسسة، وباتوا يفضلون التنقل مشيا أو باستعمال سيارات الأجرة.، كما يتخوفون من دخول المؤسسة فرادى. من جهته، عبر محمد المختار الليلي، المندوب الإقليمي للتعليم، عن استيائه مما يقع لمجموعة من الأطر الإدارية والتربوية بالإعدادية من عنف وإهانة من طرف بعض التلاميذ المنحرفين. مؤكدا تضامنه التام مع الضحايا، وأضاف أنه ضد تنازل أي إداري أو تربوي تعرض للإساءة أو العنف، وأن على كل مرتكب سلوك منحرف أن يلقى العقاب اللازم. وأنه إذا كان سلوكا يتطلب تقويما تربويا، وجب إحالة مرتكبة على المجلس التأديبي، وإذا كان سلوكا إجراميا وجب وضع شكاية لدى المصالح الأمنية والقضائية. لضمان الحفاظ على حرمة المؤسسة التعليمية، وتمكينها من أداء مهمتها التربوية والتعليمية. موضحا أنه لا يمكن فحص محافظ التلاميذ قبل ولوجهم لأن ذلك يتنافى مع أهداف المؤسسة. وثمن المندوب الإقليمي في ختام تصريحه المجهودات التي يقدمها الطاقم الإداري والتربوي داخل المؤسسة، رغم المشاكل الداخلية ورغم ضوضاء محلات الحدادة والميكانيك التي توجد خلف المؤسسة، والباعة المتجولين وسوق السمك ومحلات بيع الدجاج التي تلقي نفاياتها قبالة المؤسسة، وتلوث الأجواء بالروائح الكريهة.