ألغت الغرفة الجنحية الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، قرار السراح المؤقت الممنوح لطبيب متهم، إلى جانب أربعة أظناء آخرين، بالتغرير بقاصر وافتضاض بكارتها وإجهاضها والمساعدة والتحريض عليه، حيث أضحى مطلوبا للاعتقال بعد أسابيع قليلة على قرار تمتيعه بالسراح. الطبيب، الذي يملك عيادة خاصة بحي باب فاسبالقنيطرة، سبق أن تقررت متابعته في حالة سراح، إذ كان موضوع رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المدني في المدينة نفسها، قبل أن يتم الإفراج عنه مقابل كفالة مالية بلغت 5 ملايين سنتيم. ومن المنتظر أن تكون ابتدائية القنيطرة قد شرعت في مناقشة تفاصيل هذه القضية، خلال جلسة أمس الثلاثاء، واستنطاق جميع المتهمين، ومواجهتهم بالتصريحات التي أدلوا بها أمام الضابطة القضائية، والاستماع إلى مرافعات هيئة الدفاع، قبل النطق بالحكم بعد المداولة. وانطلقت أطوار هذا الملف، بعدما قام مواطن يدعى «ح. م» بتسجيل بحث لفائدة العائلة لدى المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة، بعد اختفاء ابنته القاصر «ز. م» ومغادرتها بيت أسرتها، في السابع من أكتوبر الماضي، إثر نشوب شجار بينها وبين شقيقتها الكبرى لأسباب متضاربة. ووفق معطيات حصلت عليها «المساء»، فإن الفتاة القاصر، وبعد أسبوع على اختفائها، تقدمت من تلقاء نفسها إلى مصالح الأمن، وبعد التحقق من هويتها وتعميق البحث معها لمعرفة أسباب هروبها من منزلها، أكدت في تصريحاتها المدونة في محاضر الضابطة القضائية أن فقدانها لعذريتها مع شخص كانت على علاقة غرامية معه جعلها تعاني ضغطا نفسيا رهيبا، وهو ما دفعها إلى مغادرة مقر سكناها خوفا من انكشاف أمرها، ليتكلف «ع. ز»، المتهم بافتضاض بكارتها، باكتراء غرفة لها بحي أولاد أوجيه والإقامة فيها معا، حيث كان يعاشرها معاشرة الزوج لزوجته بعدما أوهمها بأنه سيعقد قرانه عليها في القريب العاجل. وبعد مرور قرابة شهر ونصف على علاقتهما، أشعرت الفتاة القاصر المتهم بأنها حامل، وخشية افتضاح الأمر قررا معا إسقاط الجنين، فاتجها صوب عيادة طبية، وفق ما جاء في تصريحاتهما وتصريحات الوسيطة «ن. ش»، التي دلتهما على العيادة المذكورة، حيث أكدوا جميعا أن الطبيب «ا. ت» هو الذي قام بإجهاض القاصر رفقة ممرضته «س. س»، مقابل مبلغ مالي قدره 2500 درهم، عن طريق حقنها وتمكينها من شرب أقراص طبية، إضافة إلى إدخال قضيب حديدي في فرجها وتحريكه بطريقة دائرية، وهي الوقائع التي نفاها كل من الطبيب وممرضته جملة وتفصيلا، معربين عن تشبثهما ببراءتهما، قائلين إنه لم يسبق لهما أن قاما بإجهاض أي فتاة.