كانت أرقام اللوحة المعدنية المدونة بسيارة استأجرها زعيم العصابة (ب.ب) من إحدى شركات تأجير السيارات بأكادير، بمثابة الخيط الرفيع الذي سيقود الضابطة القضائية بسرية الدرك بتارودانت، إلى إيقاف الرأس المدبر بمعية أحد أفراد العصابة الخمسة الذين تمكنوا من سرقة مبلغ 64 مليون سنتيم إلى جانب كيلوغرام من الزعفران، بعد أن اقتحم الجناة منزل أحد تجار الزعفران بمدينة تالوين بضواحي تارودانت ولاذوا بالفرار، تاركين الضحية وابنتيه وزوجتيه مكبلين بالحبال داخل المنزل، قبل أن يتم ربط الاتصال برجال الدرك الترابي الذين حلوا بعين المكان، حيث تمكنوا من تدوين أرقام لوحة السيارة المستأجرة رغم تمكن العصابة من الفرار. فكر الصديقان في طريقة للسطو على الخزانة الحديدية والاستيلاء على الأموال المودعة بها، غير أن افتقادهما للتجربة في اقتراف مثل هذا النوع من الجرائم حال دون وصولهم إلى مبتغاهم، قبل أن يهتدي صديق المستخدم السابق إلى فكرة إشراك طرف آخر متمرس في قضايا السرقات الكبرى، لم يكن الأخير سوى (ب.ب) الشاب الذي دخل في عقده الرابع والذي يقطن بزنقة الشيوخ بمدينة اولاد تايمة، وعلى الفور تم ربط الاتصال به واقترحا عليه فكرة سرقة الصندوق الحديدي. لم يتردد(ب.ب) في قبول مقترح الصديقين شرط أن يعمل على الاستعانة بشخصين آخرين يعملان تحت إمرته ويقطنان بمدينة إنزكان، مؤكدا أن لديهما تجربة كبيرة في مثل هذا النوع من السرقات. تنيفذ الجريمة كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا، حين اقتحم أفراد العصابة منزل التاجر، تم إشهار الأسلحة البيضاء في وجه الضحية وأفراد عائلته وتم تكبيلهم بالحبال، ليعمد أفراد العصابة إلى تهديد التاجر بالتصفية الجسدية في حال إصراره على رفض إرشادهم إلى مكان الصندوق الحديدي، حاول الضحية في البداية رفض الاستجابة لطلب العصابة، مؤكدا لهم أنه لا يتوفر سوى على مبلغ عشرة آلاف درهم فقط، غير أن إصرار أفراد العصابة على معرفة مكان الصندوق جعلهم يعمدون إلى ضربه وتعنيفه بواسطة السلاح الأبيض، مما أجبر ابنته الكبرى على إرشاد أفراد العصابة إلى مفاتيح الخزانة خوفا على حياة والدها، الأمر الذي أجبر الضحية على الاستسلام ومنحهم مفتاح خزانة الأموال، وفي سرعة قياسية جمع اللصوص كل المبالغ المالية الموجودة بالخزانة والمقدرة ب64 مليون سنتيم، إلى جانب سرقة كيلوغرام من مادة الزعفران، وبعد تنفيذهم لجريمتهم لاذ أفراد العصابة بالفرار على متن سيارة الضحية من نوع (بيكوب) ، تاركين الضحية وأسرته في موقف لا يحسد عليه دون أن يستوعبوا حقيقة ما جرى. وفي تلك الأثناء كان أحد المارة من سكان الدوار، قد انتابه الشك في أمر أفراد العصابة الخمسة الذين كانوا قد غادروا لتوهم منزل الضحية على متن سيارة (البيكوب) ، الأمر الذي جعله يشك في أمرهم، ليسارع إلى إشعار عناصر الدرك الترابي بتالوين الذين حلوا على وجه السرعة بعين المكان، لكن دون أن يتمكنوا من إيقاف أفراد العصابة، الذين لاذوا بالفرار على متن سيارة مستأجرة من مدينة أكادير والتي تم تدوين أرقام لوحتها المعدنية من طرف عناصر الدورية، في وقت تخلى الجناة عن سيارة الضحية بمخرج الدوار. اعتقال زعيم العصابة بعد إرسال برقية في الموضوع إلى سرية الدرك الملكي بتارودانت، حلت عناصر الضابطة القضائية المكلفة بالقضية بمسرح الجريمة، حيث تم رفع البصمات والتقاط صور فوتوغرافية بمسرح الجريمة، فيما تم استدعاء الضحية وابنتيه وزوجته إلى مركز الدرك للاستماع إلى أقوالهم في محاضر قانونية، وبعد نحو أسبوع على وقوع الجريمة، وتكثيف عمليات البحث عن الجناة، تم الاهتداء إلى هوية ومقر إقامة زعيم العصابة بعد أخذ معلومات كافية عنه لدى شركة تأجير السيارات، ليتم اعتقال الجاني من أمام منزله بحي الشيوخ بمدينة اولاد تايمة بتنسيق مع عناصر الدرك الترابي المحلي، مباشرة بعد عودته من مدينة أكادير، حيث تمت مباغتته واعتقاله بمقربة من منزله السكني، وعلى التو حضرت عناصر المركز القضائي بالسرية المكلفة بالقضية بمعية كلاب مدربة حيث تم الاهتداء إلى ربع كيلو من مادة الزعفران إلى جانب 4 ملايين سنتيم كانت مخبأة بغرفة الجاني. بعد إجراءات التفتيش وحجز المسروقات تم اقتياد المتهم إلى مقر الضابطة القضائية بسرية الدرك بتارودانت، وبعد إشعار النيابة العامة باستئنافية أكادير تم وضع المتهم رهن الحراسة النظرية، فيما تم الاحتفاظ بالسيارة المستأجرة إلى غاية تعميق البحث في القضية. هذا وبعد الانتهاء من فترة الحراسة النظرية أحيل المتهم على أنظار الوكيل العام بمعية أحد أفراد العصابة ألقي عليه القبض لاحقا بمدينة تالوين، بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، والهجوم على مسكن الغير المقرون بظروف الليل والضرب والجرح. فيما تم تحرير برقية بحث على الصعيد الوطني في حق ثلاثة متهمين آخرين لازالوا في حالة فرار.