وجه أعضاء من المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة انتقادات لاذعة إلى حكومة بنكيران، في أول لقاء تواصلي عقده الحزب بفاس مباشرة بعد الانتهاء من تقديم مشروع البرنامح الحكومي مساء أول أمس الخميس، في إطار استعدادات حزب «البام» لعقد مؤتمره الوطني الاستثنائي أيام 17 و18 و19 فبراير المقبل. وقال حكيم بنشماس، في موجة انتقاداته للحكومة، إن هذه الحكومة يوجد في صفوفها على الأقل وزيران تحوم حولهما شبهة الفساد، مضيفا بأن المعطيات التي بين يديه تشير إلى أن وزيرا في الحكومة الحالية ذكر اسمه في تقرير المفتشية العامة للمالية، وهي نفس المعطيات التي تفيد، حسب بنشماس، بأن هذا الوزير متهم باختلاس المال العام. وإلى جانب هذا الوزير، قال بنشماس إن الحكومة تضم كذلك وزيرا وصفه بالمحترم بذل جهدا للتستر على الفساد، في إشارة إلى ما يعرف بلجنة تقصي الحقائق في اختلالات مكتب التسويق والتصدير. ولم يذكر بنشماس الوزيرين باسميهما. وقال إن الحكومة الحالية ولدت ولادة معاقة ومعطوبة، ويطغى عليها منطق الاستمرارية في نمط تدبير الشأن العام، قياسا على نمط تدبير الحكومة السابقة. ووصف ضعف تمثيلية النساء في هذه الحكومة بالسبة والتراجع والاستهتار بكفاءات نصف المجتمع. وذكر بأن هذا التراجع لا يمكن تبريره، فيما هددت ميلودة حازب، في كلمتها، ب«التصعيد النسائي» ضد هذه الحكومة. وفي حديثه عن مشروع البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الحكومة أمام مجلسي النواب والمستشارين، أورد بنشماس بأن البرنامج جاء بنوايا، وتغيب عنه المعطيات والأرقام. وأضاف بأن البرنامج فيه خلط بين المنطق الديني والمنطق السياسي، وقال عنه عبد اللطيف وهبي رئيس فريق «البام» بمجلس النواب إنه «برنامج مهلهل» يستبدل اقتصاد الريع باقتصاد الصدقات والإعانات، وبدأ بتحقير المؤسسة البرلمانية بتسريبه إلى جزء من وسائل الإعلام. وذكر الأمين العام الجهوي للحزب بفاس، ياسين معاش، بأن تحالف الحكومة تحالف هجين بين جزء من الرفاق والإخوان، ببرنامج لم يتحدث عن المشروع الحداثي للمغرب وبوزراء غير منتمين وبمهزلة الهيمنة الذكورية. وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد تعرض لانتقادات لاذعة، جزء كبير منها جاء على لسان قياديين من حزب العدالة والتنمية، والجزء الآخر رفعته حناجر عدد من المحتجين في حركة 20 فبراير. وقال محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام الوطني للحزب، إن «البام» انبعث من جديد رغم محاولات تذويبه وتفتيته وقتله، ووصف الحراك الذي تعرفه عدد من المناطق العربية ب«الخريف العربي»، مضيفا بأن حزب «البام» دفن الماضي، في إشارة إلى أنه سيحاول تجاوز ما تعرض له من انتقادات.