أجرى الوزير الأول عباس الفاسي اجتماعا مع قيادات حزب الأصالة والعاصرة من أجل تهدئة الأوضاع مع الحزب المزعج للفاسي قبل إدلاء الأخير بالتصريح الحكومي حول إنجازات وزارته أمام البرلمان ، إلا أن الضربات التي أراد الفاسي أن يوجهها لحزب الهمة تحت الحزام انقلبت عليه عندما أصبحت كل كلمة يتفوه بها الفاسي مثار احتجاج بيد الله وحنقه والرد بشدة وشراسة استثنائيتين . بدأ الفاسي اجتماعه بشكر رئيس حكومة جلالة الملك لقياديي حزب صديق الملك على أسلوب المعارضة البناءة التي يمارسها الحزب ، وقال بأنه " من الأوائل الذين رحبوا بمشروع حزب الأصالة والعاصرة منذ تأسيس حركة لكل الديمقراطيين " وفي المقابل انتقد الأغلبية الحكومية التي يقودها ووصفها بالمفككة ، وأنصت للفاسي كل من أمين عام حزب " البام " محمد الشيخ بيد الله و حكيم بنشماس وأحمد التهامي قياديي الحزب ، وإدريس لشكر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان . إلا أن الحرب الكلامية ستبدأ بين الفاسي ومعارضيه في " البام " عندما قال لهم بأن أحد أهم أسباب تغيبه عن الحضور للبرلمان هو سيادة أسلوب السب والقذف بين البرلمانيين ، في إشارة لدعوات بنشماس بمحاسبة الفاسي حول فضيحة النجاة التي تورط فيها عندما كان وزيرا للتشغيل في حكومة سابقة ، وأتبع الفاسي احتجاجه ضد البام بضربة تحت الحزام فجرت اللقاء وفتحت باب جديدا للصراع بين حزبي الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال عندما قال : " إن " البام " باستهدافه لحزب الاستقلال قد نسي مهمته الأساسية وهي مواجهة العدالة والتنمية " . صراحة الفاسي ضد معارضيه دفعت به إلى التبرؤ من شباط والذي يعتبره سببا في كل المشاكل التي يعانيها مع " البام " ، واعتبر مواقف عمدة فاس شخصية غير ملزمة بالنسبة لحزب الاستقلال ، إلا أن رفاق الهمة لم يغفروا له اتهامهم بالسب والقذف ومناهضة العدالة والتنمية ، وقالوا له بأنهم كانوا ضحايا السب والقذف خلال جلسات الأسئلة الشفوية ، وخرج بيد الله عن صمته وقال للفاسي بأن حزبه " لم يأت ليعوض أحدا ولا ليواجه أحدا ، وإنما هو مشروع غير موجه ضد أي كان ولا تدخل ضمن أهدافه مواجهة أي حزب ، بل يمارس معارضة للسياسات الحكومية المتبعة " . ترى ماذا سيقول عباس الفاسي للعدالة التنمية عندما يطلب منه إفادته بتوضيحات حول ما جاء في لقاءه مع حزب الأصالة والمعاصرة ؟ وكيف ستكون جلسة التصريح الحكومي وعباس الفاسي سيواجه بخصوم سيحاسبونه على كل صغيرة وكبيرة ؟ وهل حزب الأصالة والمعاصرة نزيه وشفاف إلى هذا الحد ؟ أسئلة غامضة في مشهد سياسي غامض ، بأحزاب غامضة ، بحكومة غامضة ، وشعب يسير نحو المجهول .