رغم أن المنتخب المغربي قد سجل نتائج جيدة خلال مشوار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ورغم أنه لا أحد في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كان واثقا من قدرة المنتخب المغربي على تجاوز الدور الأول، باستثناء العضو الجامعي محمد الكرتيلي، خاصة بوجود منتخبات قوية في مجموعة المغرب كنيجيريا وجنوب إفريقيا الشبح الأسود للمغاربة. وصل المنتخب المغربي إلى مطار قرطاج وسط تعليقات ساخرة من بعض المشككين في إمكانية اللاعبين الجدد، بل إن إحدى الجرائد الرياضية دعت ربان الطائرة إلى عدم توقيف المحرك بعد الوصول إلى العاصمة التونسية، في استصغار بالمنتخب فاق كل التصورات. استقر الوفد المغربي في أحد فنادق مدينة المنستير التي تبعد عن العاصمة التونسية بحوالي 200 كيلومتر، وتقاسم الفريق المغربي نفس الإقامة المطلة على البحر الأبيض مع المنتخب المصري، الذي كان أبرز المرشحين للظفر بلقب البطولة نظرا لقيمة العناصر الني كانت يتشكل منها وأيضا خبرتها تحت قيادة مدربها محسن صالح الذي اعتبر مشاركة فريقنا الوطني في الدورة فرصة لكسب الخبرة اللازمة لأسماء عديمة التجربة. باستثناء نور الدين النيبت وخالد فوهامي فإن أغلب الأسماء تعوزها التجربة الإفريقية، بينما كانت بقية المنتخبات تعول على قيمة عناصرها لربح الرهان لاسيما نيجيريا بنجمها أوكوشا وجنوب إفريقيا، لكن في أول مباراة للمنتخب تفوق أسود الأطلس على نيجيريا بهدف لصفر، وهزم البنين برباعية في ملعب الطيب لمهيري بصفاقس، قبل أن يختم مسار الدور الأول بتعادل إيجابي أمام منتخب جنوب إفريقيا منحه تأشيرة العبور للدور الموالي، حينها استبدل المتشائمون عملة التشاؤم بالتفاؤل، لاسيما بعد الفوز التاريخي على الجزائر في دور الربع في مباراة لازال المغاربة يحفظون تفاصيلها عن ظهر قلب، وتجاوز مالي في دور النصف برباعية، ثم الحصول على لقب الوصيف أمام البلد المنظم في آخر محطة. ومن الطرائف التي ارتبطت بالحضور المغربي في المنستير، أن المدرب بادو الزاكي كان حريصا على الدفاع عن عناصره بكل صرامة، فبالرغم من الانتقادات التي وجهتها الصحافة المغربية لبعض العناصر التي يعتمد عليها المدرب إلا أن هذا الأخير دافع ببسالة عن اختياراته البشرية خاصة الثلاثي حديود وشهاب وقيسي، هذا الأخير كان موضوع نزاع داخل الوفد المغربي، بعد أن غضب الزاكي من المسؤول المالي للبعثة عبد الكريم السبيطي الذي انتقد أمام المدرب ومساعده وجود قيسي في التشكيلة معتبرا بوعبيد بودن الذي كان متألقا في تلك الفترة رفقة المنتخب الأولمبي المغربي الأفضل. تطايرت شظايا الغضب من محيا الزاكي، واعتبر تصريح المدير المالي تدخلا في اختصاصه التقني، وعقد اجتماعا في نفس الليلة مع رئيسا الوفد المدني محمد مفيد والعسكري المختار مصمم ودعا إلى منع السبيطي من التشويش على المجموعة، وألح على ضرورة صرف مستحقات اللاعبين ومنح الدور الأول قبل أول مباراة ضد نيجيريا، وهو ما حصل في اليوم الموالي، وظل الخلاف بين الطرفين ساري المفعول إلا بعد انتهاء آخر مباريات الدور الأول. ومن المفارقات الغريبة في دورة تونس، أن الحارس خالد فوهامي الذي اختارته الصحافة المعتمدة في النهائيات كأفضل حارس في البطولة، ارتكب هفوة في المباراة النهائية جعلت اللقب بلا طعم .